صفحة:كتاب لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية.pdf/5

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
﴿٢﴾
الانتقاد

‫هذا غَرَض قد نصب لرماة ابناء العرب وكتّاب العربية‬·يدعى‬ ‫اليه كل من له ذوق في اساليبها وسعة اطلاع ومن له في فنونها طول‬ ‫باع ليبارزوا اترابهم من اربابها ‪ .‬و يقرعوا صفاة من تعرض لدخولها من‬ ‫غير ابوابها·باب رحب وطريق لاحب وميدان فسيح لمن يريد الخوض في‬ ‫معمعة هذا النضال الادبي اللغوي العربي غيرة على العربية وذوق اساليبها‬ ‫وصحة تراكيبها·فضلًا عما ينوه به عن عادات بعض المتناظرين مما‬ ‫تأباه السجايا الانسانية‬ ‫ واخص ما قصدنا‬ في هذا الباب تقويم القلم العربي بحيث يفهم عباراته‬ العام ولا يمجها ذوق الخاص فان كثيرين من اهل بلادنا لا يفهمون الاساليب‬ الافرنجية لان‬ نشأتهم‬ مشرقية واذواقهم لا تنطبق على الاصطلاحات‬ المغربية حتى لا يدركون ما يتلقون من التراكيب العربية المسبوكة في‬ ‫قوالب افرنجية‬ ولقد طالما نظر المتاخرون (في عصرنا) في مباحث المتقدمين‬ ‫لكن على سبيل التسلية لا الاستفادة·فكانهم آلة تتحرك بايدي·امليها‬ ‫وهم يتلون الاسفار تلاوة متفكه لا تلاوة مستفيد متبحر‬

‫واذ كان الداعي الاكبر من احراز العلوم في بلادنا كسب المال‬ ‫راينا جمًّا غفيرًا يستسهلون الوسائل فيجنون وماهم غارسون ‬ ‫كم راينا من المولفات والاشعار تحت اسم قوم ليس لهم فيها يد الًّا‬ من سبيل المال‪ .‬ولوحك الذهب الممزوج بالنحاس لما ظهر فيه ثلث‬ ‫القيمة وتارة لا يكون فيه جزء من اربعة وعشرين‬·هذا دأب كثيرين‬ ‫من مدَّعي العلم والتأليف والترسّل في بلادنا‬ ‫ فهوذا كثيرون من ادعيــاء القلم لا يفقهون ما يكتب اليهم او يخبطون‬