صفحة:كتاب لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية.pdf/7

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
﴿٤﴾

المتطاولين على النظم والنثر او يظن المقرظون في نهجهم بتقريظهم نهجًا واحدًا مع العلماء والمدعين ان اهل الذوق لا يفندون صنيعهم او لا ينسبونهم الى قلة المعرفة. وماذا يخافون اذا اظهروا بعض الفرق في كلامهم عن كتاب زيد وقصيدة عمرو ومقالة بكر‪ .واي عار يلحق بالكاتب اذا نبه الى هفواته او الشاعر الى قلة بضاعته حتى نتحاشى ان نمسه بما يظن البعض انه اهانة له‪. اين الاهانة في تنبيه القوم الى صحة الكتابة وامعان النظر في النظم‪ .واين الخجل ممن يتطلب الفوائد اذا صح له من يرشده اليها‪ .لعمري لست اری في ذلك وجهًا للّوم ‪ .بل اللوم ان نخدع الانسان في نفسه بان نصوب عمله على سبيل التدليس فيبقى في ضلاله واصحاب النظر يشيرون اليه بالبنان والمسألة على الالسن معاكسة لما في المنشورات. فاننا نرى كثيرين من اصحاب النقد يفندون بالكلام ما قرَّظه غيرهم بالقلم‪ .وقد تجاوز الأمر حدهُ حتى صرت قلما ترى عارفا الا طاعنًا في ما يستحق المدح ومادحًا ما يستوجب النبذ. فكيف لا تنفر القلوب وتشمئز النفوس من هذه المخالفات العصرية الناتجة عن غايات شخصية

غير ان الكاتب الاديب لا يخشى تفنيد الحساد الذين ينقبون عن مثل خرب الابرة ليدخلوا ميدان التثريب بل القذف. فيكفي الكاتب او الشاعر ان يعرف الادباء منزلته من الفن ولو سكتوا عن تقريظه وفنَّده المدَّعون بغير برهان‪ .وعلم اللّٰه اني لست معرضًا في هذا الكلام باحد خاص من الناس لكني رايت اتفاقًا بهذه المشارب‪ .والاليق باهل عصرنا الانصاف كما هو دأب العلماء حقيقة

ولنرجع الى مبحث الكتابة في هذا العصر‪ .اني كنت قد كتبت نبذة في الانشاء في المجلد الرابع من دائرة المعارف فنقلت منها هذه القطعة «فالانشاء اي طريقة تأدية المعاني بالفاظ لائقة بها صفة يكتسبها الانسان من كثرة