صفحة:كتاب لسان غصن لبنان في انتقاد العربية العصرية.pdf/8

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
﴿٥﴾

المطالعة وتكرار المراجعة ومخالطة الناس والوقوف علىكثير من كتب الفنون‬ ‫ورسائل المترسلين وخطب الخطباء ودواوين مشاهير الشعراء.‬ فان كان ذوقه سليما اقتبس من مطالعته الفاظًا ومعاني يتصرف بها تصرفًا حسن الموقع ويسبكها في قوالب جديدة بحيث تكون حسنة القبول مطابقة للذوق. والّا فَمثله مثل من يتعلم من الموسيقى اغاني لا يضرب غيرها واذا كتب فمَثَل كتابته مَثَل ثوب قد جمع اصناف رفع مزوقة لكن لا تناسب بينها في الوضع واللياقة

ومن واجبات المنشئ ان يعرف فنون الادب اي علم العربية لكي يصون كلامه عن الخطإِ في التركيب والبيان باقسامه لكي يحسن تادية المعنى بالفاظ لا تخل بالفصاحة والبلاغة. ‬ويسبكها في قوالب حسنة قويمة (مأنوسة). ‬والعروض واطرافه لكي ياتي بنظم لا يمجه الذوق والمنطق لكي يكتب عبارات حسنة الارتباط متينة الاساس موقعة توقيعًا قياسيًّا ينبو عنها سيف الانتقاد العقلي. وعلم اللغة لكي يضع كل كلمة في محلها الصحيح بحيث تؤدي مع القرينة المعنى المراد منها»‬

‫فلمَ يتصدى بعض من حركت اناملهم القلم لكتابة جمل في مواضيع مختلفة فيخبطون خبط عشواء صارفين جهدهم الى زخرف الكلام بالتسجيع والاغراب ظانين ان طنطنة الكلام هي الفصاحة والبلاغة. مطنبين حيث يخل الاطناب وموجزين حيث يكون الايجاز لغزًا ‪ .‬يطيلون شأو عبارتهم حتى تتشوَّش الافكار ويفصلون بعضها عن البعض بحيث تفقد الرابطة بينها كسلسلة قد انتثرت حلقاتها فيوهمون الجاهل انهم اتوا ببلاغة يظنها فوق طاقة ادراكه فيوقع الملامة على نفسه وقصر فهمه لكن لا يغتر بها الاديب لعلمه ان مَثَلها مَثَل طبل تكدّر رجرجته الهواء وهو من الداخل فارغ لا معنى فيه‬