صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/126

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۲۲ – تلك قلت : إنك لا تلبث أن تحس بعد أن تقطع صفحات من هذا الكتاب الجديد أنك تعيش في جو « الأيام » وهذا صحيح في عمومه . ولكن هناك فارقا بين هذا وذاك : إن الأسلوب في « الأيام » يمضى سهلا هينا ساذجاً السذاجة الحلوة – أما الأسلوب هنا فقد كان المؤلف الكبير أكثر عناية به ، وأكثر تجويداً له . فاقترب به كثيراً تلك الأساليب الفخمة الضخمة التي نقرؤها له في كتابه القيم « على هامش السيرة » وقد يعجب هذا التجويد البارع عشاق الأساليب . أما أنا فلا أتردد في تفضيل الأسلوب الهين اللين الساذج تلك السذاجة الحلوة – كما كان في « الأيام » . فهذه الحياة التي يصورها إنما هي حياة هادئة وادعة ، وهذه الشخصيات التي يرسمها إنما هي شخصيات بسيطة ساذجة ، وقد كان جوالأسلوب في « الأيام » موافقاً لها منسجها معها . أما الأسلوب هنا فهو عال عنها مفترق منها ، وليس من السهل أن يدور بينها حوار فخم ضخم كالحوار الذي يدور بين شخصيات « على هامش السيرة » في غابر الأيام . . (( وطبيعي أننا لا ننتظر من أديب كالدكتور طه حسين أن يثبت الحوار بلغته الطبيعية ( العامية ) بين هؤلاء الناس السذج القرويين . ولكن من حقنا أن ننتظر منه أن ينقل حوارهم من لغتهم إلى لغة عربية تناسبهم ، وبذلك يكتمل الجو الذي تعيش فيه القصة ويتم الانسجام وقد أفلتت الدكتور بعض التعبيرات الساذجة في مواضعها المناسبة فكانت جميلة كما كانت مليئة بالحياة . استمع إليه وهو يتحدث عن « سليم » أحد شخصيات القصة الظرفاء . هو رجل يحب الحياة الطبيعية التي كان يحياها آباؤه وأجداده ، ثم هو يرى أخاه « خالد » الذي كان مثله بالأمس - من يجد في الحياة المدنية الجديدة ويتكلف لها ما يتكلفه المدنيون ، فلا هذا L t يعجبه