صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/167

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۱۶۳ ا و «هرثمة بن أعين» هو القائد العربي المظفر ، الذي لا يجد له مكانا في الدولة وكذلك بقية البرمكية ، فلا عجب أن يشترك في المؤامرة الواسعة النطاق . ... وهو الشخصيات الثانوية وهكذا نجد كل شخصية طبيعية في مواقفها ، طبيعية في اتجاهاتها ، ونلمس المبرارت الواضحة لسلوك كل منها في الحياة ، ولا ننسى - في هذه المناسبة - أن نلمح من وراء هذه المبررات طبيعة عزيز أباظة الطيبة السمحة الودود التي تلتمس الأعذار للجميع ! و باعجاب كبير نلحظ ذلك الصراع الدائم بين المرأتين الأساسيتين في الرواية « العباسة » ؛ « وزبيدة » . فهو صراع تجمعت له كل أسبابه الطبيعية كما أسلفنا - بعد هذا - صراع امرأتين خاصة لا مطلق صراع ، فيه طرائق الأنثى في الحبكة والحركة والمؤثرات والدوافع . وعليه طابع الصراع الأنثوى المميز ، وهو بروز المكايدات الصغيرة الهازلة في زحمة الصراع الضخم، وفي حرارة الحب العنيف . فزييدة الملكة الحصيفة العظيمة ، لاتترفع عن دفع «سكينة بنت الربيع» إلى غمز العباسة في رجلها جعفر من الناحية الأنثوية . فإذا هي تعرض بذكر الجواري اللواتي أحضرهن . معه من غزوته المظفرة ! ولكن علية أخت العباسة ، ترد الغمزة بنفس الطريقة : لعلها هدية الوزير مرفوعة للعاهل الكبير إن القيان زينة القصور ! ومثل هذه اللفتات كثيرة ، وهي تدل على براعة نفسية كالبراعة المسرحية الفنية . فأما القمة فيبلغها المؤلف في ميدانه الأصيل ، حينها يصور نوازع جعفر الزوج المحروم وعواطف العباسة الزوجة الوالهة . يبلغ هنا قمته الفنية وقمته العاطفية وقته الأدبية جميعاً ، ويصل إلى درجة الروعة في نهاية الفصل الثالث على ما تفرق من روائع في بقية الفصول . ذلك حين يضطران – وهما الروحان – أن ينتزع