صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/186

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

۱۸۳ – التموج والاضطراب ها قوام طبيعته وقوام طريقته ، وقوام أهدافه المقصودة أو غير المقصودة ، ولكنها هي التي تتحقق على كل حال ! -

  • * **

جعل المؤلف « مليم » هو بطل القصة وبه سماها . أما نحن فنرى أن « خالد » ، هو الشخصية الأولى فيها . فخالد شاب نشأ في طبقة الأثرياء – ابن خورشید باشا - ولكنه سافر إلى إنجلترا ، وطاف بالبلاد الأوروبية ، حيث كانت المذاهب الاجتماعية الحديثة تصطرع مع الأوضاع التقليدية القديمة . ثم عاد فوجد نفسه غريبا كذلك في مجتمعه . إن رأسه محشو بالنظريات الحديثة وإنه لمتحمس لها كل الحماسة ولكنه لم يكن ذا طبيعة عملية ، لينفذ في عالم الواقع ما يجيش في نفسه من نزعات . كان خليطا عجيبا من رجل الواقع ورجل الخيال . كانت تصطرع في نفسه وراثات مختلفة وتيارات متعارضة . كان صوفيا وشهوانيا . كانت نفسه حلبة صراع بين شتى الاتجاهات « ولو أتيح لأحد أن يكشف عن رأسه لوجد فيها حجرتين إحداها يتربع فيها القرن العشرون بآلاته ومعادلاته . والثانية يمرح فيها القرن الثامن عشر وسط غابة يخترقها جدول » كما يقول مؤلفه : تصطدم هذه الشخصية المخلخلة المضطربة الثائرة الحائرة بشخصية خورشيد باشا القاسية الجاثية الماكرة اللئيمة . ذلك الرجل الذي يجد طعم اللذة الأثيمة وهو يحاور ابنه الطيب ، القليل الحيلة ويداوره ، حتى يشعره بالألم والضيق . والذي يتهمه المؤلف بأنه قاتل أبيه ليرثه ، وبأنه يشعر بسعادة أثيمة وهو يؤذى فلاحيه ، ويطلق عليهم كلبه ليعقرهم ... الخ . إنه نموذج لتلك الطبقة الأنانية الجشعة « التي تسرق أموال الفقراء ! » والتي أفلح المؤلف في أن يجعلنا نمقتها كل المقت ونزدريها كل الازدراء . )) يصطدم بأبيه انتصارا لمليم « صبي النجار » المتهم من الباشا بالسرقة جزاء