صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/189

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

<-110- بنت الشيطان لمحمود تيمور يعد تيمور - من الوجهة التاريخية – أحد الرواد لفن الأقصوصة في الأدب العربي . ولكن هذا الحكم التاريخي شيء ، والحكم الفنى على قيمة أعماله شيء آخر . وهذا ما يجب التنبيه إليه . فللسابق فضله . ولكن لا ينبغي أن يمنحه هذا السبق قيمة أكبر من قيمته من الناحية الفنية البحتة · ا ولقد كان لتيمور الحق أن يتبوأ مكانه الذي ينسبه إليه بعض من يكتبون في النقد في هذه الأيام ، لو أنه وفق إلى منح الحياة لأبطال أقاصيصه ، وبث هذه الحياة في تضاعيفها ، ولو إلى حد . ولكنه – فيما عدا القليل من هذه الأقاصيص – يخونه التوفيق في إطلاق روح الحياة المتحركة . ثم لا يستعيض عنها – كما يصنع توفيق الحكيم – ومضات الذهن ، وصراع الأفكار ، وقوة التنسيق ولطالما خيل إلى – وأنا أجول بين شخوص تيمور - أنثى في « متحف الشمع » فتماثيل الشمع هي التي تمثل هذه الشخوص أوضح التمثيل التماثيل الفنية يتصرف فيها الفن كما يشاء ، ليؤدى فكرة فنية ، أو يرسم لمحة نفسية . ولا هي الأجسام الحية التي تجرى فيها دماء الحياة ، فتتصرف تصرف الأحياء . إنها محاكاة للطبيعة ، وفيها قسط من الفن في التلوين الدقيق . ولكنها ليست بعد من الأحياء .

فلا هي

وكثيرا ما يعجزك – وأنت تتأمل شخوص تيمور ، وتصرفاتهم ، وطريقة حديثهم – أن تردهم إلى أي جنس من أجناس الآدميين ، في أي زمان أو مكان .