صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/190

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وقد يسير بعضهم في مبدأ الأمر سيرة الآدميين ، حتى لتكاد تقول : هذا مخلوق حي «واقعی» . ولكن ماتلبث أن يخلف أملك بحركة تكشف لك أن ما أمامك إن هو إلا تمثال من الشمع ، كان المؤلف يحركه حركة خاصة ، لأنه توهم أن الناس يتحركون هكذا في هذا المجال ! r - ١٨٦ -

ويحاول تيمور أن يرسم نماذج بشرية من خلال شخصيات محلية ، وهي محاولة لو أفلحت لأنشأت فنا إنسانيا وقوميا رفيعا – واسكنه فيما يخيل إلى ، بعيد كل البعد عن الناس وعن البيئة . فالناس – حيث كانوا – لا يتصرفون هذه التصرفات مجتمعة . والناس في مصر ليسوا كما يتوهمهم المؤلف ، لا في طبيعتهم ، ولا في أحاديثهم ، ولا في خلجاتهم النفسية ، ولا في سمة من السمات المحلية الكثيرة التي تبرز طابعهم . إنهم ليسوا م در بین لأنهم ليسوا آدميين ! إنه لا يخطر لهذه الشخوص مرة واحدة أن تنفعل انفعالا قويا – كما يقع للادميين - وحين تنفعل يبدو التكلف والبعد عن الحقيقة الإنسانية البسيطة . وهي غالبا « سهتانة » كما يقول العوام ، حتى في فورات الحب ودفعات الانتقام . والحركة العنيفة ليست مطلبا فنيا في ذاته ؛ ولكنها علامة من علامات الحياة ( تصدر من البنية الحية في ميعادها ، فتدل على الحياة الكامنة فيها . -

و « بنت الشيطان » مجموعة أقاصيص تبدأ بأسطورة تحمل هذا العنوان . وتحوى غيرها سبع أقاصيص أخرى . وتلمح في تلك الأسطورة محاولة فلسفية لإبراز فكرة خاصة على نحو ما يصنع القصاص الرمزيون . ولكن المدى متطاول إن الحركة الذهنية السريعة ، والبراءة الفنية اللبقة كلتاها شرطان أساسيان لنجاح