صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/195

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

<-191- الروح المصرية الصميمة العميقة ، التي لا تجد من ينتفع بها في فنه إلا قليلا هذه هي تطل – كما هي في أعماقها – من « قنديل أم هاشم » تطل من خلال اللمسات السريعة الرشيقة الموحية ، وتتراقص كأنهـا ومضات ذلك القنديل السحري العجيب ؛ ومعها الحيوية والفن والشاعرية والإبداع ! وفى خلال اثنتين وخمسين صفحة فقط من حجم ا الجيب يتم تصوير الروح المصرية الكامنة العميقة العريقة ، وتصوير بضع شخصيات ثانوية ، وشخصية أصيلة ، ويتم صراع كامل بين روح الشرق والغرب ، ويتم انتصار الإيمان المبصر على العلم الحاحد أما بقية الكتاب ، فتنصرف إلى أقاصيص أخرى لا ترتفع إلى مستوى قنديل أم هاشم ، وإلى قصيدة من الشعر المنثور من أروع ما يعرفه الشعر المنثور والمنظوم ! أهذه الموهبة كلها يطمرها الكسل والإهمال ... ليتنى أملك سوط الجلاد أيها الموهوب الكسول !!! وبعد . فأما سياق الأقصوصة فلا أملك في تصويره لك أيها القارئ أن أستعيض أسلوبي فيه عن أسلوب المؤلف . فللمؤلف روحه القوى البارع ، وأسلوبه الفذ المبتكر . وقصارى ما أملكه أن أنقل لك لوحات من الأقصوصة ومواقف . مهما تبلغ من البراءة والجمال فهي في السياق أبرع وأجمل ، لأنها هناك أعضاء في جسم حي متناسق . ولما كانت هذه هي الوسيلة الميسرة لدى . فأنا مضطر إذن أن ألخص لك خطوط الأقصوصة ، لتستطيع أن نلم بما اقتطفه لك من اللوحات والمواقف : ، الشيخ « رجب » رجل ريفي سكن القاهرة بجوار « أم هاشم » تبركا وتيمنا وتحقيقاً لشوق قديم أن يكون في حمى أخت الحسين . وقد توجه بابنه إسماعيل إلى التعليم المدنى دون أخويه الكبيرين ، لأن هذا النوع من التعليم قد استهواه