صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/205

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۰۱ طابع مع مصر حتى في النسل الكثير ! لقد عاد . وعدنا معه لنرى روح مصر العميقة . نراها في كل مشهد وكل خاطرة وكل لفتة وكل لفظ ، تراها في نعيمة « القطة الضالة » التي اهتدت بالإيمان ، كما نراها في اسماعيل الطبيب المتفرنج الذي اهتدى بالإيمان . نراها ونلمسها روحاً إنسانية طيبة سمحة فكهة رحيمة . هذا هو الفن الإنساني في طابع قومى . في أرقى الآفاق ! وفي أول الحديث قلت : إن بذرة « قنديل أم هاشم » كانت في « عودة الروح » و « عصفور من الشرق » لتوفيق الحكيم ، ولكن يجب التفرقة بين

البذرة والثمرة . هناك ، وفي « عصفور من الشرق» خاصة . كان الصراع بين روح الشرق وروح الغرب يتبدى في خطرات ذهنية وفي جمل وكلمات ونظريات . وهنا يتبدى هذا الصراع في خلجات نفسية ، وفى حركات وإيماءات وانفعالات . هنا حياة . حياة من اللحم والدم والخلجات والانفعالات . وهما نموذجان متقابلان في طريقة العمل الفني ، وطريقة الإحساس بالحياة على السواء وفي هذا السياق تذكر قصة « خان الخليلي » لنجيب محفوظ ، فهذه وتلك ا ها العملان البارزان في تصوير البيئة المصرية والروح المصرية في مجال إنساني ولكل من المؤلفين طريقته بعد ذلك . ففي يحيى حقى سرعة اللمسات وشاعرية التصورات ، وفي نجيب محفوظ هدوء اللمسة ، وثبات الريشة . ثم تبقى الفوارق الأخرى بين قصة كبيرة وأقصوصة صغيرة ، في طريقة العمل الفني ، وفي رسم الشخصيات والحوادث ، وفي المحيط الذي تضطرب فيه هنا وهناك ..