صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/206

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- – ۲۰۲ - همزات الشــــــــــياطين لعبد الحميد جودة السحار كان هذا الكتاب - وهو حلقة من سلسلة لجنه النشر للجامعيين – مفاجأة كاملة لي ، فأنا أعرف مؤلفه الشاب ، فأعرف أنه أديب مجتهد ؛ وقد قرأت له ما سمح وقتى المحدود بقراءته من كتبه الكثيرة التي يتجه بها غالباً إلى التاريخ الإسلامي، ليعيد عرض وقائعه الجافة في صورة قصصية ، يحافظ فيها على دقة التاريخ مع سهولة العرض وتشويقه ، ، وهو عمل نافع مشكور . وقرأت له قصته الأولى عن : أحمس بطل الاستقلال ، وهي لا تبشر بشيء ! ثم قرأت – على وجه الخصوص – كتابه « في الوظيفة » وأعجبني فيه قدرته على التصوير السريع باللمسات الخاطفة ، فقلت عنه . « إن صاحب هذه الصور الانتقادية موهوب في فن التصوير السريع . ومهما أخذت عليه من عيوب في عمله الفنى ، فإنك لن تخطىء الملامح التي يريدها ، والسحنة التي يبغيها ، وهذا وحده . ، يكفى . ه إنه ذو عين لماحة ، تسجل الحركة الحسية ، كما تسجل الحركة النفسية . ثم تغلف اللمحة المرسومة بروح السخرية ، وتمزجها بعنصر الفكاهه ، حتى ليخيل إليك أنه ينظر إلى الدنيا كما ينظر إلى ملهاة كبيرة ؛ تأخذ عينه فيها لمحات التناقض ، ، وتأخذ فيها مواضع السخرية ، وتأخذ نفسه فيها مواطن الدعابة ولكن هذا كله شيء ، و « همزات الشياطين » شيء آخر ، ومع أنها (