صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/234

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

نقول لهم بأسلوبهم وعقليتهم في غير زهو ولا تعصب ، وإنما بتقديم مودة وشعور رحمة ، لهؤلاء الذين نفعونا وخففوا الآمنا بجهادهم المادي . وسهلوا لنا سبل الحياة بالجسم » . « ونحن ورثة إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد .. أولئك الآباء الذين عذبوا في سبيل الإنسانية ، وقدموا لها وهي في مهد حياتها رسالات الروح والخلق ، نستطيع أن تقدم شيئا من ميرانهم في الهدى؛ وإلا كنا غير جديرين أن نكون سكان ديارهم وأقرب الناس إلى فهمهم » . . « إن الشعوب الأوربية قد شربت من الدم والوحل حتى بشمت وزهدت . وتريد أن تسمع صوتاً يفتح لها حديث الرحمة والحب والتعاطف بعد أن تضع هذه الحرب أوزارها . ... - ۲۳۰ - . ( ... « الغربيون قدموا لنا عبقرية المادة ، ونود أن نقدم لهم عبقرية الروح ، وأن تريح أرواحهم كما أراحوا أجسامنا » . =

وإن حسب القاري في هذه الفقرات التي اقتطفتها من مقالات شتى أنها مقالة متصلة – تعريف كاف بفكرة الكتاب وبطريقة تناوله لها ، وطبيعة تأليفه كذلك . كما أن فيها تصويراً لطريقة الأداء ولأسلوب المؤلف ، وذلك ما قصدت إليه منها . - وقد عرضت فيها المواضع التي تصور فكرة الكتاب في عمومها ، وإن كانت هناك مواضع أخرى - جاءت في السياق – لو استعرضتها مع ما استعرضت لبدا في بعضها شيء من التصادم مع فكرة الكتاب المبسوطة هنا ، ولاستوجب بعضها تعليقاً عليه يخل بالسياق ويقطع التسلسل ، لذلك آثرت أن أؤجل هذا كله إلى مكانه المناسب .