صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/274

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

– ۲۷۰ الفني سواء بسواء... يدعى لإلقاء بعض المحاضرات على الشبان والشواب ، فيتحدث « الفضائل الصغيرة » وعن « العيوب الصغيرة » . . . أليست هذه العيوب )) وتلك الفضائل هي التي تبرز في الحياة اليومية ، وتطبع السلوك، وتؤثر في علاقات الأفراد الاجتماعية ؟ . . إن الفضائل الكبيرة ، والعيوب الكبيرة ، لما يميز الشخصيات الفذة النادرة ، وهذه لا تغنى الصحف الألمعي اللبق كثيراً . إنما تعنيه اليوميات وما هو بسبب اليوميات . تعنيه المناسبات الكثيرة المتكررة التي تلون الحياة اليومية ، وتدخل في يسر وسهولة إلى الدائرة الصحفية . واسمعه يعلل اختياره لموضوع « الفضائل الصغيرة » فيقول : « إن الحياة لا تمهد دائماً لجميع الناس الوقوف موقف البطولة ، والظهور في مظهر العظمة . ولكنها تمهد كل يوم ، ولكل منا ، موقفاً من مواقف الفضائل الصغيرة . « لا يعطى الشكل إنسان أن يعيش في أوج العز أو يموت بين طعن القنا وخفق البنود كما يريد المتنبي. ولكنه يعطى لكل إنسان أن يعيش عيشة الكرامة والاستقامة ، وأن يموت راضيا مطمئنا . ( ولا يعطى لكل إنسان أن يقف موقف السموأل ، فيضحي بابنه في سبيل جاره ، فيصبح مضرب المثل في الوفاء . ولكنه يعطى لكل منا أن يكون وفيا أمينا بلا طنطنة ولا إعلان . « لا يعطى لكل فتاة أن تكون كجان دارك نقود الجيوش وتهزم الأعداء ، فتنقذ وطنها ، ولكنه يتاح لكل فتاة ، وقد تسلحت بالعلم والفضل أن تطرد من بينها أعداء الجسم والروح ، فتحرر أسرتها من الخرافات والعادات البالية ... » الخ . واسمعه يضرب الأمثال على هذه « الفضائل الصغيرة » : _