صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/275

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۷۱ - « هي شيء من التساهل يحملنا على اغتفار أخطاء الناس ، يقابله التشدد مع أنفسنا فلا نغتفر لها زلاتها وإن كانت من الهنات الهيئات « وهى شيء من الإغضاء المقصود ، يجعلنا نغض الطرف عن عيوب غيرنا بدلا من تلك اليقظة المتنبهة للكشف عن عيوبهم المستورة ، وتقصيها في مكامنها . ه هي قليل من مرونة الفكر ، لقبول السليم من آراء أصدقائنا ، وإن لم تنطبق كل الانطباق على آرائنا » . الخ . « هي فضائل نستطيع أن نزاولها في كل يوم وفي كل ساعة ، وفي كل عمل، وفي كل قول . وهي مشتركة بين جميع طوائف الناس ، كبيرهم وصغيرهم ، وبين العصور ماضيها وحاضرها . « بل إذا شئتم قولوا : إنها الملابس العادية التي ترتديها كل يوم ، في حين أن الفضائل الكبرى هي الملابس الرسمية التي لا تظهر بها إلا في المواسم والأعياد . وإذا كان للثانية أناقتها وبهجتها ، فإن الأولى لها فائدة أهم ، وفيها سد . لحاجة ماسة » اللباقة .. ومستلزماتها : المرونة ، التسامح ، الإغضاء . في محاضرة ة « العيوب الصغيرة » على النسق ذاته ، يصف العيوب اليومية التي تقع لكل فرد ، وتزاولها كل نفس ، ويقرر أنها أشد أثراً في الحياة مما اعتدنا أن نسميه « الكبائر » أو العيوب الكبيرة ويضرب الأمثلة على العيوب الصغيرة . فيكون من بينها هذا المثال . وله دلالة خاصة فيما نحن بصدده ، على طبيعته التي أسلفنا عنها الحديث : صغير كثير الشيوع . وقد يبد في أول أمره لطيفاً خفيفاً ، « هناك ا ه عیب إلى القلوب ؛ ولكن ما أسهل ما ينقلب ثقيلا كريها ، وهو المزاح . « فاللطيف من المازحة يفكه النفس ، ويسرى عن الخاطر ، فيعرف المازح 6