صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/277

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۲۷۳ سلاطين مصر وخلفاءها وفراعينها ، ويتغنى بمآثرهم ، ويشدو بآثارهم ، مجيداً في جمعنا . مدحهم مدح عبد « وكذلك كان شأنه مع سلاطين بني عثمان الذين تعاقبوا على عهده . فكما الحميد أطرى رشاداً ؛ وكما أطرى رشاداً أشاد بمحمد الخامس(1) . وكما تغنى بعظمة السلاطين والخواقين ، تغنى بأبطال الحرية والدستور العثماني ، وكما أطنب بذكر سلاطين الاستانة أطنب بذكر رجال أنقرة . ا « فكان من وراء ذلك أن اتهمه البعض في صحة عقيدته السياسية ، وشك في نزاهة مبدئه الاجتماعي . وقيلت عنه أحياناً كلمات : الزلفي والتملق ؛ فزعموا أنه مداح السلطة أية كانت السلطة ، ومطرى القائمين بالأمر، أيا كان القائمون بالأمر . « تهمة لا تقوم على أساس ، إذا حللنا نفسية شوقي ، وتشكك بضمحل من نفسه إذا نظرنا إلى الحوادث والأحوال التي أحاطت بالشاعر ... الخ » . ويلاحظ القارى هنا أن « الجميل » ساق مسألتين : الأولى لقب شوق . والثانية اتهام شوقى ... فرد عن الثانية وحدها . وترك الأولى تستقر في الأذهان . . لباقة في بيان نشأة هذا اللقب ، وقيمته الحقيقية في تقدير النقد الأدبي الخالص بعيداً عن الملابسات والمسببات فأما تعليله لتقلب شوقي بين المبادئ والأشخاص فسنناقشه بعد قليل . إنما ننتقل في الكتاب صفحات ، لنراه يحدد في لباقة كاملة ، عمل شوقي في الشعر العربي : «لم يشد إلى قيثارة الشعر وتراً جديداً ؛ ولكنه عرف أن ينطق الأوتار القديمة بنات جديدة مستعذبة . فأوتار العود معدودة ، وهي هي ، ، عدا ونوعا ، تحت (۱) رشاد هو محمد الخامس . وهى فلتة قلم - . ( م – ۱۸ )