صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/295

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

طريقته في كتابه « دلائل الإعجاز » . كما قررت هذه الحقيقة في كتاب التصوير بهذه الفقرات : « وإنا لنحسب أن « عبد القاهر » قد وصل فيها إلى رأى حاسم حين انتهى إلى أن اللفظ وحده لا يتصور عاقل أن يدور حوله بحث من حيث هو لفظ ، إنما من حيث دلالته يدور البحث فيه ؛ وأن المعنى وحده لا يتصور عاقل أن يدور حوله بحث من حيث هو خاطر في الضمير ، إنما من حيث أنه ممثل في لفظ يدور البحث فيه . وأن المعنى مقيد في تحديده بالنظم الذي يؤدى به ، فلا يمكن أن يختلف النظمان ثم يتحد المعنى تمام الاتحاد - ۲۹۱ – عنه « لم يصغ « عبد القاهر » القضية هذه الصياغة المختصرة ، فنحن نترجم - وإلا فقد استغرق فيها كتابا لا نستطيع نقله هنا ، ولكن له فضله العظيم في تقرير هذه القضية ، ولو خطا خطوة واحدة في التعبير الحاسم عنها ابلغ الذروة في النقد الفنى . فنحن نقول عنه : إن طريقة الأداء حاسمة في تصوير المعنى ، وإنه حينما اختلفت طريقتان للتعبير عن المعنى الواحد ، اختلفت صورتا هذا المعنى في النفس والذهن . وبذلك تربط المعاني وطرق الأداء ربطا لا يجوز الحديث بعده عن المعاني والألفاظ كل على انفراد ، فلن يبرز المعنى الواحد إلا في صورة واحدة فإذا تغيرت الصورة تغير المعنى بمقدارها . وقد لا يتأثر المعنى العام في ذاته ، ولكن صورته في النفس والذهن تتغير . وهي المعول عليها في الفن ، إذ التعبير في الفن للتأثير – فإذا اختلف الأثر الناشىء عنه فالمعنى المنقول مختلف بلا مراء » . ص ۱۹۰ ويرتب الأستاذ الزيات على هذه الحقيقة نتائجها الطبيعية التي رتبها عليها بعض النقاد في الشرق والغرب ، ولكن في شيء من الحماسة قد يجاوز القصد قال في ص 66 : )) - .