صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/319

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۱۵ - الطبري ، وابن الأثير ، وغيرهم ، فترى أساس طريقة هيكل . وعمله هو « التهذيب » لهذه السيرة ، والموازنة بين النصوص ، ومراجعة الطبعات والمصادر ، ومناقشة الروايات ، والترجيح ، أو الرفض ، أو التفسير الجديد . وبعبارة مجملة « تهذيب السيرة وتحقيقها » وذلك نهج ليس فيه إلا القليل من الابتكار في العلاج لا في أساس الطريقة ا أما طريقة العقاد فهي جديدة على المكتبة العربية جدة كاملة : الطريقة والعلاج معا . هي ليست « سيرة » على طريقة السيرة العربية ، وليست « ترجمة » على طريقة التراجم في اللغات الأوربية ، إنما هي « صورة » تتألف من بضعة خطوط سريعة حاسمة برز من خلالها « إنسان » عدم وميزته في هذه الدراسات . أنه يعطيك « مفتاح الشخصية » التي يتناولها ، فتعرف على الفور « من هو » هذا الإنسان الذي يحدثك عنه ، وتتبين سماته وملامحه ، من بين الملايين أو من بين الألوف التي ينتمي إليهم ، ويندمج فيهم ، كما تستطيع أن تجزم بصحة الأخبار والحوادث والأعمال التي تنسب إليه أو صحتها ، ولو لم ترد في دراسة العقاد له ، لأنك أصبحت تعرفه ، وتدرك خصائصه ، والحظ مزاجه ؛ وتعلم ما يمكن أن يأتى أو يدع من الأمور . شأنك في هذا شأن الصاحب الذي أطال عشرة صاحبه ، فعرف أعمق خوالجه وأدق «لوازمه» ! وفي كل ما كتب العقاد « الشخصيات » تتضح هذه الميزة ، وإنها لتتضح في كتب الدراسة الكاملة أمثال : « ابن الرومي » و « سعد زغلول » ثم تبلغ أقصى درجات النضوج في كتب « العبقريات » الأخيرة وبهذه المجموعة في دراسات الشخصيات ، مضافاً إليها مجموعة عن دراسة المذاهب الفنية لشعراء مصر وبيئاتهم في الجيل الماضي . يضع أساس مذهب للدراسات كاملا واضحاً ناضجاً ؛ ولكنه مع هذا ليس ميسراً إلا الموهوبين . عن (