صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/339

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- ۳۳۵ - 1 ولم يقف بنجوة من سحرها ليبرز حسناتها وأخطاءها ، فترتسم صورتها « البشرية » كاملة وأضرب على ذلك بعض الأمثال . أول ما لفت نظري هو التبرئة الكاملة لمحمد على من أمراء الماليك . ووضع وزرها كله على عاتق الألبانيين : د فاستمر الألبانيون في مهبهم وتمردهم وتقاتلهم وفتنهم ، وأسوأ من ذلك أن زعماءهم هم الذين دبروا الغدر بالأمراء المصريين فلطخوا يديه وهو الرجل الذي يمقت المذابح ويستنكر الوحشية والقوة في كل مظاهرها – بدمائهم في مذبحة القلعة في سنة 1811 ، ولما كان محمد على أكبر من أن يحمل غيره مسئولية عمل تم بموافقته ، فقد التزم السكوت ولم يشر إلى أصل الغدر وحقيقته إن هذا القدر كان الشرط الأساسي لقبول الزعماء الألبانيين السفر لمحاربة الوهابيين في بلاد العرب ... الخ » . . حادثة القلعة ومقتل - فهل كان محمد على كارها إذن لهذه الحادثة في حينها ؟ نعم إنه كان فيما بعد يكره ذكراها كما قال هو : « أنا لا أحب تلك الفترة من حياتى » ولكن كراهيتها فيها بعد شيء ، واتفاقها مع برنامجه أو اضطراره إليها بسبب هذا البرنامج شيء آخر . والجواب على السؤال الآن هو الذي يحدد الموقف ويكشف الحقيقة : ا كان بقاء الماليك مما ييسر لمحمد على أن يسير في برنامجه ، ويثبت في مصر ملکه الذي أراده ؟ إن أقصى ما نستطيع افتراضه أن عرض رؤساء الألبانيين كان يتفق مع برنامج محمد على فوافق عليه – ربما مضطراً - ليصيب عصفورين بحجر أما إظهاره بمظهر المضطر لمجرد الاستجابة للألبانيين ، فأحسبه شدة رغبة في التبرئة لا دليل عليه إلا مجرد الافتراض وكذلك في تعليل الجفوة بين محمد على والعلماء . يعلل الأستاذ المؤلف هذه