صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/39

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

ی فإذا نحن تجاوزنا ابن الرومي – وهو فريد في تاريخ الأدب العربي كله - لم نعثر إلا على فلتات في ديوان كل شاعر ، قام فيها التعبير بمهمة التصوير . فلتات قد تكون مائة وقد تكون ألفا ، ولكنها تبدو ضئيلة جداً بين ملايين الأبيات من الشعر العربي على ممر الأجيال وإن أجود ما وقع للشعراء الإسلاميين كذلك ، لهي الأبيات التي عبروا عنها ه بطريقة التصوير والتخييل . مثل بيت مسلم بن الوليد : تمشى الرياح به حسری موله حيرى تلوذ بأكناف الجلاميد وما فيه من تشخيص وخلع للحياة على الرياح ، وصورتها مولهة حيرى تلوذ في النص ، تتفقان وتتسقان . 1401 - أكناف الصخور . ومثل بيتی كشتر وإنى وتهيامي بعزة بعد ما تخليت مما بيننا وتخلت لكا لمرتجى ظل الغمامة ، كلما تهيا منها للمقيل استقلت وما فيهما من حركة متخيلة : حركة حسية في الطبيعة ، تقابلها حركة شعورية (

ومثل بيتي المتنى وقفت وما في الموت شك لواقف كانك في جفن الردى وهو نائم تمر بك الأبطال كلى هزيمة ووجهك وضاح وتغرك باسم وفيهما مشهد استعراضي متحرك ، يضاعف جمال المعنى الذهني المجرد . ومثل بيتي المعرى الفريدين : رب قبر قد صــــــــار قبراً مراراً ضاحك من تزاحم الأضداد ودفين على بقـــــــــايا دفين في طويــــــل الأزمان والآباد وما فيهما من سخرية مصورة شاخصة ، تتسق مع السخرية النفسية