صفحة:كتب وشخصيات (1946) - سيد قطب.pdf/45

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

- 41 - فهنا صورة للحب الفطرى ، كأنما هو قطعة من حب الطبيعة ، يتفتح حين تتفتح ، ويفوح حين تفوح . الحبيب فتى يقفز من فوق التلال المعشبة كالأيـل ، والحبيبة كالنخلة وثدياها كالعناقيد . وها يبرزان للطبيعة ويتواريان فيها كأنهما من كرومها الفائحة المتفتحة ، أو ظبائها وأيائلها الطافرة ، أو يمامها في محاجىء الصخر وستر المعاقل . ثم : « لننظر هل أزهر الكرم ؟ هل تفتح القتال ؟ هل نور الرمان ؟ هنالك ! اللقاح يفوح رائحة . وعند أبوابناكل النفائس من جديدة وقديمة أعطيك حبى ذخرتها لك يا ح حبیبی وهذا منتهى الإحساس بحيوية الطبيعة ، والاستجابة كما تستجيب الطبيعة وفي إبانها المناسب وأوانها المعلوم . وكل هذا من خلال الصور والظلال التي يرسمها التعبير للطبيعة وللنفس الإنسانية على السواء . وهي أعلى في آفاق الفن من (ار كل دعاء بالغزل على طريقة المعانى الذهنية التي تكاد تكون الوسيلة الوحيدة ال للتعبير في شعر العذريين وغير العذريين ، فيما عدا الفلتات التي لا تكون القاعدة وإنما تكون الاستثناء القليل (( وفي ظل هذه المقطوعة القديمة تتملى قطعة الشاعرة الإنجليزية المعاصرة المرموز لها : « لورانس هوب » تحت عنوان « في غير هذه الليلة » وقد جاء فيها (1) : « لا . حين تشتهى استجابة الحب الكبرى ا « أقبل على والصباح يرتع في الأنوار د والبلابل من حولنا مشوقة تصدح بالغناء « بين الورود من حمر وبيض » (۱) ترجمة الأستاذ العقاد في مجموعة « عرائس وشياطين » . 4