صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/11

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(۱۱)

والملازمة في اللغة امتناع انفكاك الشيء عن الشيء.

وفي الاصطلاح كون الشيء مقتضياً للأخر فالشيء الأول يسمى ملزوماً والثاني لازماً والنسبة بينهما ملازمة ولزوماً وتلازماً ويقيد تارة بقولنا في الخارج فتسمى ملازمة خارجية كالفردية للثلاثة وأخرى بقولنا في الذهن فتسمى ذهنية.

والمعتبر في الدلالة الالتزامية هو هذه ولذا قيد المصنف بقوله في الذهن كيف ولو اعتبر الملازمة الخارجية لزم عدم تحقق الدلالة الالتزامية بدونها واللازم باطل لتحققها في الأعدام المضافة إلى ملكاتها مع أن بينهما تضاداً في الخارج فضلاً عن التلازم فإن الجهل مثلاً يدل على العلم التزاماً إذ هو عبارة عن عدم العلم عما شأنه أن يعلم مع أن بينهما معاندة في الخارج.

فإن قلت الجهل إن كان عبارة عن عدم العلم فالعلم جزء مفهومه فيكون تضمناً لا التزاماً.

قلت الجهل موضوع للعدم المضاف إلى العلم من حيث هو مضاف والعلم خارج عن الموضوع له وإن كانت الإضافة داخلة فيه وكذا الكلام في سائر الأعدام.

قال السيد العلامة إذا أخذ المضاف من حيث ذاته فالمضاف إليه والإضافة كلاهما خارجان وإذا أخذ من حيث هو مضاف فالإضافة داخلة والمضاف إليه خارج هذا ثم أراد المصنف توضيح الدلالات الثلاث بالتمثيل فقال (كَالْإِنْسَانِ فَإنَّهُ يَدُلُّ عَلَى الحَيَوَانِ النَّاطِقِ بِالمُطَابَقَةِ) لكونه تمام ما وضع له وتوافق الدال والمدلول (وَعَلَى أَحَدِهِمَا) أي على الحيوان وحده أو على الناطق وحده فالأولى على كل واحد منهما فافهم (بِالتَّضَمُّنِ) لكونه جزء ما وضع له وتحققه في ضمن المجموع (وَعَلَى قابِلِ العِلْمِ وَصِنَعَةِ الْكِتَابَةِ بِالاِلْتِزَامِ) لخروجهما عن الموضوع له ولزومهما في الذهن.

فإن قلت كثيراً ما نتصور الإنسان ولم يخطر ببالنا أنه قابل للعلم وصنعة الكتابة فكيف يكون لازماً للإنسان.

قلنا الفرض كاف للتمثيل فاللزوم ههنا مبني على الفرض ولذا تراهم يقولون