صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/17

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(۱٧)

الذاتي المختلفات الحقيقة سواء قيل عليها أو لم يقل وأمَّا المقولية وكونه صالحاً فما يعرض له بعد تقومه ورد بأن ذلك هو الجنس الطبيعي ولا كلام فيه وإنما الكلام في الجنس المنطق ومنشأ الغلط هو الاشتباه بين العارض والمعروض وعدم الفرق بين الكلي الطبيعي المعروض وبين الكلي المنطقي العارض وقيل والحق انها حدود إذ لا ماهية الجنس مثلاً وراء هذا المعنى ضرورة أنا لا نعنى يكون الحيوان جنساً إلا كونه مقولاً على الكثيرة المختلفة الحقيقة وكذا الكلام في البواقي.

اقول كيف لا يكون هذا حقاً إذا المفهومات اللغوية والاصطلاحية أمرها في غاية السهولة لأن اللفظ إذا وضع في اللغة أو في الاصطلاح لمعنى فما هو داخل في مفهومه فهو ذاتي جنس إن كان مشتركاً وفصل إن كان مميزاً وما هو خارج عنه فهو عرضي له فلا اشتباه بين حدودها ورسومها المسماة بالحدود والرسوم الاسمية ففهومات الكليات كلها ذاتيات لأنها حصلت أو لا فوضعت اسماؤها بإزائها فتكون حدوداً اسمية لها ومن ادعى لها ماهيات ورائها فعليه البيان.

والقول بأنه يجوز أن يكون لها ماهيات وراء تلك المفهومات ولا نعلمها كالقول بأنه يجوز أن يكون فى حضرتنا جبال شاهقة لا نراها كما لا يخفى.

وأمَّا الاشتباه والالتباس في الماهيات الحقيقية الوجودية في الأعيان فأمرها في غاية الصعوبة دونه خرط القناد إذا تمييز بين ذاتياتها وعرضياتها في نهاية التعسر بل هو غير مقدور للبشر وإنما هو شأن خالق القوي والقدر وسيأتي ما يتعلق بهذا في أواخر الباب الثاني إن شاء الله تعالى.

ومما ينبعي أن ينبه عليه أن الجنس قريب إن كان الجواب عن الماهية وعن بعض ما يشاركها عين الجواب عنها وعن جميع ما يشاركها فيه كالحيوان بالنسبة إلى الإنسان وبعيد إن كان الجواب عنها وعن بعض ما يشاركها فيه غير الجواب عنها وعن


(٣)