صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/27

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(٢٧)

ناقصاً وإن كان معناه شيء له النطق أو نحوه لم يكن حداً بل رسماً لأن الشيئية عارضة وكذا إن كان معنى الضاحك حيوان له الضحك فرسم تام وإن كان شيء له الضحك فرسم ناقص فمع ما فيه من البعد والخلل من وجوه ينافيه ما صرحوه من أن الفصل وحده كالناطق فقط حد ناقص عند من جوز التعريف به والخاصة وحدها كالضاحك فقط رسم ناقص عند من جوز التعريف بها فقط ولم يفصل أحد غير هذا الشارح ونحوه بالترديد في معناهما ولم يقل أحد أيضاً أن الناطق ليس بفصل فقط بل فصل مع جنس أو عرض عام وأن الضاحك ليس بخاصة فقط بل خاصة مع جنس أو عرض عام فتأمل (وَالرَّسْمُ التَّامُّ هْوَ الَّذِي يَتَرَكَّبُ مِنْ جِنْسِ الشَّيْءِ الْقَرِيبِ وَخَوَاصِّهِ الَّلاَزِمَةِ) قيد الخاصة باللازمة لأن الفارقة أخص من ذي الخاصة والتعريف بالخواص مع كونه غير جائز عند المتأخرين لا يكون رسماً تاماً بالاتفاق (كَالحَيَوانِ الضَّاحِكِ فِي تَعْرِيْفِ الْإِنْسَانِ) وإنما يكون رسماً لأن الخارج اللازم للشيء أثره فسمی رسماً یقال رسم الدار أي أثرها وعلامتها وأما كونه تاماً فلمشابهته الحد التام في اشتماله على الجنس القريب وتقييده بأمر مختص بالماهية المعرفة (وَالرَّسْمُ النَّاقِصُ وَهَوَ الَّذِي يَتَرَكَّبُ مِنْ عَرَضِيَّاتٍ تَخْتَصُّ جُمْلَتُهَا بِحَقِيقَةٍ وَاحِدَةٍ كَقَوْلِنَا فِي تَعْرِيفِ الْإِنْسَانِ إِنَّهُ مَاشٍ عَلَى قَدَمَيْهِ) يخرج الماشي على الأقدام الأربعة (عِرِيضُ الْأَظْفَارِ) يخرج مدور الأظفار (بَادِي الْبَشَرَةِ) يخرج مستور البشرة بالشعر (مُسْتَقِيمُ الْقَامَةِ) يخرج نحني القامة (ضَحَّاكٌ بِالطَّبْعِ) يخرج جميع ما عداه وما يقال من أن بعض القيود مستغن عن البعض غير وارد إذ الغرض التمثيل ولا يناقش فيه على أن التعريف إنما هو لكشف الماهيات والاحترازات تابعة كما عرفت وكلما ازداد القيود ازداد الكشف وقويت المعرفة فأنى