صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/3

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(٣)

فيقدر في مقام التصنيف باسم الله أصنف وفي مقام القراءة باسم الله اقرأ وهكذا وإنما يقدر مؤخراً لأنه أهم وأدل على الاختصاص وأدخل في التعظيم وأوفق للوجود لأن وجود الله تعالى مقدم على كل شيء واسمه مقدم على التصنيف كيف لا وفيه إشعار بأنه لا يتم الفعل ولا يعتد به شرعاً ما لم يصدر باسمه تعالى لما سبق من الحديث وعلى هذا يكون الباء للاستعانة ولك أن تجعله للمقابلة 1 فيكون الظرف حالاً من ضمير الفعل المحذوف والتقدير متبركاً باسم الله أشرع في تأليف هذا الكتاب ثم بعد ما تمين بالتسمية أتى بالتحميد فقال (نَحْمَدُ اللهَ) أداء لشكر بعض ما أنعم عليه الرب الحميد واقتداء لأسلوب الكتاب المجيد وعملاً بما وقع عليه الإجماع من السلف وامتثالًا لما جاء من حضرة الرسالة معدن الحمد والشرف وهو كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بالحمد لله فهو أقطع وما يتوهم من التنافي بين الحديثين فدفوع إما بحمل البدء في أحدهما أو كليهما على الإضافي أو العرفي وإما بحمله على معنى التقديم يقال بدأ الشيء إذا قدمه صرح به بعض المحققين ناقلاً عن العرب والحمد هو الثناء باللسان على الجميل الاختياري ونعمة أو غيرها والشكر فعل ينبئ عن تعظيم المنعم بسبب إنعامه ويقال له حمداً عرفاً فبينهما عموم وخصوص من وجه وفي التعريف تصريح تعالى بكون المحمود عليه اختيارياً وما شاع من الحمد على الصفات الغير الاختيارية ففي الحمد له إيماء إلى أنه تعالى فاعل مختار فيتضمن الرد على من يقول بالإيجاب كالفلاسفة.

وما قيل من أن المحمود عليه لا يجب أن يكون اختيارياً وإن وجب كون المحمود مختاراً فليس على ما ينبغي ولعل مراده أن يقول لا يجب أن يكون اختيارياً بنفسه هذا.

وعدل المصنف رحمه الله عن الجملة الاسمية إلى الفعلية تنبيهاً على عجزه عن استدامة الحمد المفهومة من الاسمية واختار الفعل


  1. قوله فيكون الظرف حالاً له كذا يفهم من تفسير البيضاوي وصرح به بعض المحققين لكن قال بعض الأفاضل أن المفهوم من الكشاف وغيره أن يكون متعلق الباء على كلا المعنيين واحداً وهو ابتدئ أو ما يقوم مقامه وإما تقديرهم الملابسة متبركاً باسم الله تعالى ابتدئ فلا اشعار فيه بأن الابتداء على وجه التبرك لأن الباء متعلق بالتبرك كما صرح به الشريف العلامة في حاشية الكشاف انتهى