صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/33

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(٣٣)

وكونه فرداً لا يجتمعان ولا يرتفعان وسيأتي تفاصيل أقسام الشرطية وموجباتها وسوالبها وأمثلة كل منهما إن شاء الله تعالى ثم إن معنى الانحلال حذف الأدوات الدالة على الحكم الذي به يكون القضية قضية فإذا حذفنا عن قولنا زيد هو عالم وقولنا زيد هو ليس بعالم لفظ هو الدال على الإيجاب وليس الدال على السلب بقي زيد وعالم وهما مفردان بالفعل وإذا حذف عن قولنا إن كانت الشمس طالعة فالنهار وموجود وعن قولنا العدد إما زوج وإما فرد لفظتي أن والفاء الدالتين على الاتصال ولفظة إما الدالة على الانفصال بقي الشمس طالعة والنهار موجود والعدد زوج والعدد فرد وكل منها قضية لا مفرد ولما كان المفرد ههنا أعم من أن يكون بالفعل أو بالقوة دخل في الحملية نحو زيد عالم يضاده وزيد ليس بعالم ونحو الشمس طالعة يلزمه النهار موجود وزيد قائم قضية فإن كلاً منها يمكن التعبير عن طرفيها بلفظين مفردين بأن يقال هذا ذاك أو الموضوع محمول أو نحو ذلك وأورد عليه أن الشرطية أيضاً تنحل إلى مفردين بالقوة بأن يقال هذا ملزوم لذاك وهذا معاند لذاك مثلاً فيندرج الشرطيات كلها في الحملية فلا تكون تعريف الحملية مانعاً ولا تعريف الشرطية صادقاً على فرد من أفرادها.

وأجاب عنه السيد العلامة بأن المعنى بالمفرد ما يمكن التعبير عنه بلفظ مفرد حال كونه جزأ من تلك القضية وعند إفادة حكمها والحمليات تتحل إلى شيئين يمكن أن يعبر عنهما بلفظين مفردين كهذا ذاك والموضوع محمول حال كون هذين اللفظين موضوعاً ومحمولاً وحال كونهما مفيدين حكم أصل القضية التي قبل الانحلال بخلاف الشرطية فإن قولنا هذا ملزوم لذاك أو معاند له وإن كانا مفردين لكنهما ليسا مقدماً وتالياً ولا يفيدان الحكم الاتصال أو الانفصال الذي في أصل القضية قبل


(٥)