صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/35

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(٣٥)

في زيد هو عالم فلم لم يذكر الثالث.

قلنا كأنه نظر إلى أن الرابطة كثيراً ما يترك ذكرها فاقتصر على ما هو أكثر ذكراً (وَالجُزْءُ الْأَوَّلُ مِنَ الشَّرْطِيَّةِ) نحو إن كانت الشمس طالعة في قولنا إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود (يُسَمَّى مُقَدَّمًا) لتقدمه.

والمراد بالأولية والتقدم ههنا هو الرتبي سواء تقدم في الذكر أيضاً كما في المثال المذكور أو تأخر كما في قولنا النهار موجود إن كانت الشمس طالعة.

وتقدير الجزاء فى أمثال هذا على ما هو مذهب البصريين إنما هو لأمر لفظي لا يساعده مقاصد هذا الفن (وَ) الجزء (الثَّانِي) من الشرطية كالنهار موجود في المثالين المذكورين (يُسَمَّى تَاليًا) لتلوه وتبعيته للمقدم (وَالْقَضِيَّةُ) تقسيم ثان للقضية مطلقاً إلا أن المص بنی ظاهر الكلام على الحملية حيث أتى بجميع الأمثلة منها وترك التعرض لإيجاب الشرطية وسلبها وخصوصها وحصورها وإهمالها وسننبه على كل منها على سبيل الإيجاز إن شاء الله تعالى فالقضية الحملية (إِمَّا مُوجَبَةٌ) وهي التي حكم فيها بثبوت المحمول للموضوع (كَقَوْلِنَا زَيْدٌ كَاتِبٌ) إذ حكم فيه بثبوت الكتابة لزيد (وَإِمَّا سَالِبَةٌ) وهي التي حكم فيها بنفي المحمول عن الموضوع (كَقَوْلِنَا زَيْدٌ لَيْسَ بِكاتِبٍ) إذ حكم فيه بنفي الكتابة عن زيد (وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا) أي من الحملية الموجة والحملية السالبة (إِمَّا مَخْصُوصَةٌ) وهي التي موضوعها جزئي حقيقي ويقال لها شخصية أيضاً (كَمَا ذَكَرْنَا) وهو مثال زيد كاتب وزيد ليس بكاتب (وَإِمَّا كُلِّيَّةٌ مُسَوَّرَةٌ) وهي التي موضوعها كلي بيّن فيها أن الحكم على جميع الأفراد بأداتها وسورها مأخوذ من سور البلد (كَقَوْلِنَا كُلُّ إِنْسَانٍ كَاتِبٌ) مثال للموجبة الكلية المسورة وسورها كل وأجمعون وطرا وقاطبة وكافة وعامة والألف واللام في مقام الاستغراق (وَ) كقولنا (وَلاَ شَيْءَ) أو لا واحد (مِنَ الْإِنْسَانِ بِكاتِبٍ) مثال للسالبة الكلية المسورة وسورها لا شيء ولا واحد (وَإِمَّا جُزْئِيَةٌ مُسَوَّرَةٌ) وهي التي