صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/4

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(٤)

المضارع ليدل على الاستمرار والتجدد واختار هذه الصيغة على الحكاية عن نفسه مع أنها تدل على حمده بخصوصه تنبيهاً على أنه وحده عاجز وقاصر عن حمده تعالى كما هو حقه كما قال النبي عليه السلام «سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك»، فأدرج حمده في تضاعيف محامد سائر المؤمنين لعله يصير مقبولاً ببركتها وعلى هذا المنهاج ﴿إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ولهذه الحكمة العظمية والفائدة الجليلة شرعت الجماعة في الصلوة.

والله اسم لذات واجب الوجود المستجمع جميع صفات الكمال ونعوت صفات الجلال والجمال المتقدس عن جميع صفات النقص وسمات العجز واختلف في أنه مشتق ووصف في أصله ثم غلب عليه الاسمية أو هو اسم علمي لا اشتقاق له أصلاً والذاهبون إلى الأول على أقوال مختلفة متعددة في مأخذه والذاهبون إلى الثاني أيضًا على اختلاف في أنه اسم عربي أم هو اسم عجمي والحاصل أن هذه اللفظة الجليلة تحير فيها العقلاء كما تحيروا في مسماها وإنما أتى باسم الذات ولم يأت باسم من أسماء الصفات حيث لم يقل نحمد الخالق أو الرازق أو غيرهما للاستلذاذ والتبرك به ولئلا يتوهم اختصاص استحقاقه الحمد بوصف دون وصف وللتنبيه على الاستحقاق الذاتي المحمد فسر بعضهم الاستحقاق الذاتي بالاستحقاق بجميع الصفات والاستحقاق الوصفي بالاستحقاق بعضها وبعضهم فسر الأول باستحقاقه تعالى بصفاته الذاتية والثاني باستحقاقه بصفاته الفعلية وإنما فسروهما بهذين التفسيرين لما سبق من وجوب كون المحمود عليه اختيارياً إما بنفسه أو بآثاره المترتبة عليه والذاتي من حيث هو ليس كذلك أفاده بعض المحققين وبعد التنبيه على استحقاقه الذاتي بلفظة الجلالة أراد أن ينبه على استحقاقه الوصفي بعض عظائم صفاته الفعلية.

فقال (عَلَى تَوْفِيقِهِ) التوفيق جعل الله تعالى فعل عبده موافقاً لما يحبه ويرضاه وقيل التوفيق


(عند)