صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/45

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(٤٥)

لا يكفي في تحقق التناقض بل لا بد فيه من الاتفاق في أشياء أخرى كالآلة والغاية وغيرهما نحو زيد كاتب أي بقلم بغدادي من مداد لعلي على قرطاس قسطنطيني لغرض كذا زيد ليس بكاتب أي بقلم آخر من مداد آخر على قرطاس اختر لغرض آخر اكتفى بعض المحققين بوحدة واحدة مشتملة على جميع ما يتوقف عليه التناقض وهي وحدة النسبة الحكمية ولاشك أن الاتفاق في النسبة الحكمية يستلزم الاتفاق فى كل ما يجب الاتفاق فيه من الوحدات المذكورة وغيرها لأنه متى اختلف شيء من الموضوع والمحمول وما يتعلق بهما اختلفت النسبة ضرورة أن هذه النسبة غير تلك النسبة وأن النسبة في هذا الزمان غير النسبة في ذلك الزمان إلى غير ذلك ومتى لم تختلف النسبة لم يختلف شيء منها فتى وجد الاتفاق في النسبة تحقق التناقض واختاره السعد العلامة لأنه أخصر وأشمل.

ولما بين ما يتوقف عليه تحقق التناقض مطلقاً أراد أن يبين ما يتوقف عليه تناقض المحصورات خاصة وهو الاختلاف في الكمية بعد الاتفاق فيما ذكر فقال (وَنَقِيضُ المُوجَبَةِ الْكُلِّيَّةِ إِنَمَا هِيَ السَّالِبَةُ الجُزْئِيَّةُ) نحو كل إنسان حيوان وبعض الإنسان ليس بحيوان (وَنَقِيضُ السَّالِبَةِ الْكُلِّيَّةِ إِنَّمَا هِيَ المُوجَبَةُ الْجُزْئِيَّةُ) نحو لا شيء من الإنسان بحجر وبعض الإنسان حجر.

فإن قلت بعد الاختلاف في الكم لا يتحد الموضوع فكيف يتحقق التناقض.

قلنا المراد باتحاد الموضوع في هذا الباب إنما هو الاتحاد الذكري أي في الذكر.

لا يقال ليس بمتحد فيه أيضاً لأنا نقول الموضوع هو المضاف إليه ولفظ الكل والبعض ليسا من الموضوع بل كل منهما أداة وسور وكذا لا شيء وأمثاله من الأسوار وجعل السور موضوعاً إنما هو بحسب الأصول العربية ولا يساعده مقاصد هذا الفن وأصوله هذا وإذا كان نقيض الكلية الجزئية (فَالمَحْصُوراتِ) يدخل فيها المهملة لكونها في قوة