صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/5

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(٥)

عند الأشعري وأكثر الصحابة خلق القدرة على الطاعة وقال إمام الحرمين هو خلق الطاعة قال المحقق الدواني قلت الظاهر ما قاله الإمام فإن القدرة على الطاعة محققة في كل مكلف اللهم إلا أن يكون المراد القدرة المؤثرة القريبة التي هي مع الفعل كما هو مذهب أهل السنة من أن الاستطاعة مع الفعل وهو على خلاف ما عرفه بعض المتأخرين من أنه جعل السبب موافقاً للمسبب انتهى.

أقول فإذا كان مراد الأشعري بالقدرة في تعريفه ما مع الفعل فهو وتعريف الإمام والتعريف الذي ذكرناه أولاً كلها 1 متحدة بحسب التحقق بل الاختلاف في الأخيرين إنما هو في المفهوم ثم تعريف بعض المتأخرين أيضاً يساوي سائر التعريفات بحسب التحقق إذا المراد بالسبب هو سبب الخير والطاعة والمراد بالمسبب هو الطاعة بدليل أن التوفيق المطلق لا يستعمل إلا في الخير وجعل سبب الطاعة موافقاً لها إنما هو بخلقها فتأمل ثم أن كلاً منها يجوز أن يراد ههنا فالمعنى على الأول نحمد الله على جعله فعلنا موافقاً لما يحبه ويرضاه حيث هدانا للإيمان والإسلام وجعلنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وعلى الثاني على خلقه قدرتنا على الطاعة وعلى الثالث على خلقه طاعتنا وعلى الرابع على جعله سبب طاعتنا من العقل والنظر الصحيح موافقاً لها ومآل كلها واحد كما لا يخفى (وَنَسْأَلُهُ هِدَايَةَ طَرِيقِهِ) السؤال الطلب على وجه التضرع والابتهال والهداية الدلالة وقبل الدلالة الموصلة إلى البغية ذكره البيضاوي وقيل الدلالة على ما يوصل إلى المطلوب وقيل الهداية خلق الاهتداء واستعمالها في الدلالة مجاز وفي مختار الصحاح هديته الطريق هداية أي عرفته والمراد منها هذه الدلالة والتعريف لإضافتها إلى الطريق وطريق الله تعالى هو الإيمان وما يتفرع عليه من الأعمال الصالحة وسؤال الهداية اليد تعالى ههنا إما طلب الدوام


  1. قوله متحدة بحسب التحقق فيه مسامحة والمراد تلازمها في الخارج بمعنى أن تحقق كل منهما يستلزم تحقق الآخر وكذا في قوله يساوي سائر التعريفات مساهلة فالمراد الاستلزام الخارجي لا الاتحاد الذاتي فاعرفه