صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/63

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(٦٣)

مركب من نتيجة ذلك الاقتراني واستثناء نقيض تاليها.

ومنها الاستقراء وفسروه بأنه الحكم على كلي لوجوده في أكثر جزئياته فسمى هذا استقراء ناقصاً وهو المتعارف المتبادر عند الإطلاق أو لوجوده في جميع الجزئيات فيسمى هذا استقراء تاماً وقياساً مقسماً وهذا يفيد اليقين دون الأول وقال السعد العلامة في تفسيرهم تسامح ظاهر لأن الاستقراء حجة موصلة إلى التصديق الذي هو الحكم الكلي وإثبات الحكم الكلي هو المطلوب من الاستقراء لا نفسه.

ثم قال والصحيح في تفسيره ما ذكره الإمام حجة الإسلام موافقاً لكلام أبي نصر الفارابي وهو أنه عبارة عن تصفح أمور جزئية لحكم يحكمها على أمر يشمل تلك الجزئيات فتصفحنا جزئيات الأمر الشامل لنطلب الحكم في واحد واحده والاستقراء وإيجاب الحكم لذلك الأمر الكلي أو سلبه عنه هو نتيجته وإنما سمي استقراء لأن المستقرئ بتتبع الجزئيات والاستقراء في اللغة هو التتبع.

ومنها التمثيل وفسروه بأنه إثبات الحكم في جزئي لثبوته في جزئي آخر لمعنى مشترك بينهما والمتكلمون يسمونه استدلالاً بالشاهد على الغائب والفقهاء قياساً.

قال السعد العلامة في هذا التفسير تسامح مثل ما مر في الاستقراء والأصوب أنه تشبيه جزئي في معنى مشترك بينهما ليثبت في المشبه الحكم الثابت في المشبه به المعلل بذلك المعنى كقولنا السماء حادث لأنه كالبيت في التأليف الذي هو علة الحدوث وإذا رد إلى صورة القياس صار هكذا السماء مؤلف وكل مؤلف محدث فالجزئي الأول أصغر والثاني شبيهه والحكم أكبر والمعنى المشترك أوسط فالمتكلمون يسمون الأصغر غائباً والشبيه شاهداً والفقهاء يسمون الأصغر فرعاً والشبيه أصلاً والأكبر حكماً والأوسط جامعاً ووجه التسمية ظاهر في الكل.

ثم إن لهم في بيان علّية المعنى المشترك طريقين الأول الدوران الخاص وهو ترتب الحكم