صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/65

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(٦٥)

يَقِينِيةٍ لِإِنْتَاجِ الْيَقِين) قوله قياس جنس شامل للصناعات الخمس وقوله مؤلف من مقدمات يحذو حذوه قول على كثيرين.

وقوله يقينية يخرج ما عداه وبهذا القدر تم التعريف جمعاً ومنعاً.

فقوله لإنتاج اليقين جيء به ليكون التعريف شاملاً على العلل الأربع فيكون أتم وأكل وألطف.

واليقين هو التصديق الجازم المطابق للمواقع.

فالمؤلف اشارة الى العلة الصورية اشارة ظاهرة كالمطابقة والى الفاعلية اشارة دون ذلك.

والفاعل هو القوة العاقلة فإنها وإن كانت قابلة للإدراكات لكنها فاعلة لتأليفها.

وقال بعضهم إن الفاعل هو النفس الناطقة والقوة العاقلة آلة في تأليفها هذا.

والمقدمات اشارة الى العلة المادية.

ولإنتاج اليقين إلى العلة الغائية.

فإن قلت البرهان قياس فأخذ القياس في تعريفه تكرار وأخذ المقدمات دور لأن المقدمة ما جعلت جزء قياس أو حجة فمعرفتها موقوفة على معرفة القياس فلو انعكس لدار بلا مرية.

قلت البرهان قياس مخصوص وما في التعريف عام فلا تكرار وأما المقدمة فإنما تتوقف على مطلق القياس لا القياس الخاص فلا دور.

ثم إن مقدمات البرهان لا يجب أن تكون من الضروريات الست الآتية بل قد تكون من الكسبيات المنتهية إليها فيجوز أن يؤلف من المقدمتين بديهيتين أو مكتسبتين أو مختلفتين.

فقوله من مقدمات يقينية أعم من أن تكون بديهية بالذات أو بالواسطة بأن تكون مكتسبة منتهية إليها (وَالْيَقِينِيَّاتُ) وتسمى القضايا الواجب قبولها أقسام (سِتَّةُ) فإن قلت اليقينيات قد تكون مكتسبة فكيف حصروها في الست الضرورية.

قلت مقصودهم تقسيم المواد الأول وهي منحصرة في الست والمكتسبات ليست بأول بل هي ثوان أو ما فوقها ووجه الضبط أن العقل إما أن يحتاج في الحكم اليقيني بعد تصور الطرفين إلى ما تنضم إليه أو لا الثاني الأوليات وإن كان الأول


(٩)