صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/66

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(٦٦)

فإما أن يكون المحتاج إليه حساً أو وسطاً حاضراً في الذهن الثاني قضايا قياساتها معها وإن كان الأول فإما أن يحتاج اليقين بعد الإحساس إلى شيء غيره أو لا الثاني المشاهدات وإن كان الأول فإما أن يتوقف على حكم العقل بامتناع تواطئ الخبرين على الكذب أو يتوقف على الحدث أو على تكرار المشاهدات الأول المتواترات الثاني الحدسيات الثالث المجربات وأراد المص رحمه الله تعالى الإشارة إليها فقال (أَوَّلِيَّاتٌ) أي أولها أوليات أو منها أوليات أو بدل من أقسام وكذا الكلام في البواقي وهى قضايا يجزم العقل بحكمها بمجرد تصور طرفيها (كَقَوْلِنَا الوَاحِدُ نِصْفُ الاِثْنَيْنِ وَالْكُلُّ أَعْظَمُ مِنَ الجُزْءِ) والنقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان والجسم الواحد لا يكون في مكانين في آن واحد إلى غير ذلك (وَ) الثاني (مُشَاهَدَاتٌ) وهي قضايا بحكم العقل بها بواسطة الحواس الظاهرة و تسمى حسيات (كَقَوْلِنَا الشَّمْسُ مُشْرِقَةٌ وَالنَّارُ مُحْرِقَةٌ) أو بواسطة الحواس الباطنة وتسمى وجدانيات كقولنا إن لنا خوفاً وطمعاً.

اعلم أن الأحكام الحسية كلها جزئية لأن الحس المجرد لا يفيد مثلاً إلا أن هذه النار حارة وأما الحكم بأن كل نار حارة فعقلي استفادة العقل من الإحساس بجزئيات ذلك الحكم والوقوف على علله لكن لما كان للإحساس مدخل في ذلك سميت الأحكام الكلية المستفادة من إحساس الجزئيات مشاهدات (وَ) الثالث (مُجَرَّبَاتٌ) وهي قضايا يجزم العقل بها بواسطة تكرر الإحساس وتشتمل على قياس خفى (كَقَوْلِنَا شُرْب السَّقَمُونِيَا يُسَهِّلُ لِلصَّفْرَاءِ) فهذا الحكم بتكرر الإحساس مشتمل على أنه دائمي الوقوع أو أكثرية وكل ما كان شأنه هذا لابد من سبب فهذا لابد له من سبب ولا شك في أنه كلما علم وجود السبب علم وجود المسبب قطعاً وإن لم يعرف ماهية السبب (وَ) الرابع (حَدْسِيَّاتٌ) وهى قضايا يحكم بها العقل بواسطة


(والحدس)