صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/69

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(٦٩)

لتعقله يحكم بالأوليات دون المشهورات.

ثم إن الشهرة مما تختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة وبحسب اختلاف العادات والصناعات هذا.

والقضايا المسلمة هي التي يأخذها أحد الخصمين مسلمة من صاحبها يبني عليها الكلام أو تكون مسلمة بين أهل تلك الصناعة فالقياس المؤلف من المشهورات أو المسلمات سواء كانت مقدماته من إحديهما أو منهما يسمى جدلاً وهو أعم من البرهان بحسب المادة لا بحسب الصورة على ما هو الظاهر من التعريف.

لكن قال السعد العلامة أنه أعم من البرهان بحسب الصورة أيضاً لأن المعتبر فيه الإنتاج بعد التسليم سواء كان قياساً أو استقراء أو تمثيلاً والبرهان لا يكون إلا قياساً تأمل وإذا كان الغرض من الجدل حفظ الوضع أو هدمه فالجدلي قد يكون مجيباً حافظاً للمدعي وقد يكون سائلاً هادماً له وغاية سعى الأول أن لا يصير ملزماً اسم مفعول وغاية سعي الثاني أن يكون ملزماً اسم فاعل.

اعلم أنه لا نزاع لأحد في أن البرهان هو أشرف الأقيسة وإن المغالطة هي أخسها لكن وقع النزاع في أن الجدل أشرف من الخطابة أم أن الأمر بالعكس وشيخ القوم ذهب إلى الثاني فقدم الخطابة على الجدل وإمامهم بيّن وجهه بكلام مفصل في شرح الإشارات فلو قدم المص الخطابة على الجدل لكان أولى ويحتمل احتمالاً بعيداً بل أبعد أن يكون نسخة المص كذلك وإن تقديم الجدل من تحريفات الناسخين فافهم.

الباب السابع فيما يكون الغرض منه إقناع من هو قاصر عن إدراك مقدمات البرهان أو ترغيب الناس فيما ينفعهم أو تنفيرهم عما يضرهم وهو (الخَطَابَةُ) وهي (قِيَاسٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ مُقَدِّمَاتٍ مَقْبُولَةٍ) مأخوذة عن شخص معتقد فيه بسبب من الأسباب وهو إما أمر سماوي كالمعجزات والكرامات كما في الأنبياء والأولياء أو اختصاص بمزيد عقل ودين كما في العلماء والصلحاء وقد تقبل من غيران تنسب