صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/70

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(٧٠)

إلى أحد كالأمثال السائرة (أَوْ) مؤلف من مقدمات (مَظْنُونَةٍ) وهى أعني المقدمات المظنونة قضايا يحكم العقل بها بسبب رجح جانب الحكم نحو كل من يطوف بالليل فهو سارق والمراد بالظن الحكم بالطرف الراجع من طرف الحكم مع تجويز الطرف الآخر وإن صرح المستعمل إياها بالجزم في الخطابيات ولم يتعرض لتجويز الطرف الآخر ويدخل فيه المجربات الأكثرية والمتواترات والحدسيات والمقدمات الغير اليقينية فالخطابة أعم من أن تكون قياساً أو استقراءً أو تمثيلاً وقد تكون على صورة قياس غير يقيني الإنتاج على ما قرره السعد العلامة.

الباب الثامن فيما يكون الغرض منه انفعال النفس بقبض أو بسط أو نحوهما ليصير ذلك مبدأ فعل أو ترك أو رضاء أو سخط أو نوع من اللذات وهو (الشِّعْرُ) فإن الأشعار تفيد منها ما لا يفيده غيرها (وَهُوَ قِيَاسٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ مُقَدِّمَاتٍ) سواء كانت مسلمة أو لا وسواء كانت صادقة أو لا (تَنْبسِطُ مِنْهَا النَّفْسُ) نحو الخمر ياقوتة سيالة (أَوْ تَنْقَبِضُ) نحو العسل مرة مهوعة والمقدمات المؤلف منها الشعر تسمى مخيلات وأسباب التخييل كثيرة لا تكاد تنضبط فبعضها يتعلق باللفظ وبعضها بالمعنى وبعضها بغيرهما ثم أن القدماء اقتصروا في الشعر على التخييل فقط ولم يعتبروا الوزن والمحدثون اعتبروهما والجمهور لم يعتبروا إلا الوزن وهو المشهور الآن والوزن هيئة نافعة لنظام ترتيب الحركات والسكنات وتناسبها في العدد والمقدار بحيث تجد النفس من إدراكها لذة مخصوصة وقال بعض المحققين مقدمات الشعر وإن لم تكن قضايا بالفعل بحسب نفس الأمر على ما هو المشهور من عدم تعلق التصديق بها إلا أنها قضايا بالفعل بحسب اللفظ والظاهر لإظهار التصديق فيها لتفيد قبضاً أو بسطاً وبهذا المقدار لم تخرج من تعريف القياس انتهى ثم اعلم أن مقدمات كل من البرهان


(والجدل)