صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/71

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(٧۱)

والجدل والخطابة والشعر متداخلة في نفس الأمر كما أشير إليه والتعين والامتياز إنما هو بالحيثيات إذ هي معتبرة في التعاريف الاصطلاحية كما مر غير مرة.

تحقيق المقام على وجه يتضح المرام وخلاصة الكلام على ما قرره بعض الأعلام هو أن مقدمات البرهان تؤخذ من حيث أنها يقينية وإن اتفق كونها مشهورة ووجب كونها مسلمة ومقدمات الجدل تؤخذ من حيث أنها مشهورة وإن كانت في الواقع يقينية بل أولية ومقدمات الخطابة تؤخذ من حيث أنها مقبولة أو مظنونة وإن كانت في الواقع يقينية أو مشهورة أو مسلمة ومقدمات الشعر تؤخذ من حيث أنها مؤثرة في النفس سواء كانت يقينية أو مشهورة أو مقبولة أو مظنونة صادقة أو كاذبة فخذه مشاعرك واضممه إليك بقوة فإنه من نفائس عرائس ما أهداه ذو الحول والقوة فله الحمد والمنة وعلى حبيبه الصلوة والتحية.

الباب التاسع فيما يكون الغرض منه مجرد تغليط الخصم وتبكيته وهو (المُغَالَطَةُ) وأعظم فائدتها معرفتها ليحترز عنها والله در الشاعر في قوله

عرفت الشر لا للشـر لكن لتوقيه
فن لا يعرف الخير من الشـر يقع فيه

(وَهِيَ قِيَاسٌ مُؤَلَّفٌ مِنْ مَقَدِّمَاتٍ كَاذِبَةٍ شَبِيهَةٍ بِالْحَقِّ) وليست به كما يقال لصورة الفرس المنقوشة هذا فرس وكل فرس صهال فهذا صهال ويسمى هذه سفسطة (أَوْ) مؤلف من مقدمات (وَهْمِيَّةٍ كَاذِبَةٍ) نحو أن وراء العالم فضاء لا يتناهى وهذه أيضاً تسمى سفسطة إن قوبل بها الحكيم ومشاغبة إن قوبل بها الجدلي فالمغالطة منحصرة فيهما وقد تكون الوهميات ملتبسة بالأوليات ولو لا دفع الشرائع والعقول لبقيت على التباسها ثم إن كلاً من الجدل والخطابة والشعر والمغالطة لما كان مؤلفاً من المقدمات الغير اليقينية قال المص رح (وَالْعُمْدَةُ هُوَ الْبُرْهَانُ لاَ غَيْرُ) لأن إثبات العقائد الحقة الموصلة إلى درجات الجنان ورضاء الرحمن والتحلي بها