صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/8

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(۸)

فلا يلزم كونه آلة لنفسه وهذه العبارة صريحة في أن آليته ليست مخصوصة بعلم دون علم بل هو آلة لجميع العلوم آليها ومألّيها ففيها حثٌّ وإغراء على تعلم هذا الفن وإيماء إلى أنه ينبغي بل يجب للطالب أن يشمر ساقي الجد في تحصيله وحفظه لا سيما ما في هذه الرسالة (مُسْتَعِيناً بِاللهِ) حال من الضمير المتصل في أوردنا والظاهر مستعينين إلا أنه تساهل في العبارة نظراً إلى الواقع وإغماضاً عن ظاهر اللفظ (إِنَّهُ مُفِيضُ الْخَيْرَ وَالْجُودِ) ما في هذه الخطبة الصنعة البديعة التي هي مراعاة النظير لا يخفى على اللبيب الخبير.

*تمهيد* اعلم أن كل علم مسائل كثيرة تضبطها جهة وحدة ذاتية أو عرضية الأولى كونها باحثة عن الأعراض الذاتية لشيء واحد حقيقي أو اعتباري باعتبارها تعد تلك المسائل الكثيرة علماً واحداً.

والثانية تابعة للأولى مثل كونها آلة واستتباعها غاية فمن أراد تحصيل شيء من العلوم ينبغي له أن يعرفه بكلتا الجهتين أو أحديهما ليقف على مسائله إجمالاً فيأمن من فوات شيء مما يعينه بصرف الهمة إلى ما لا يعينه.

وأن يعرف موضوعه ليتميز عنده تميزاً تاماً ذاتياً فيحصل له زيادة بصيرة في شروعه.

وأن يعرف غايتها ليجزم بأن ليس سعيه عبثاً فيزداد جداً ونشاطاً في تحصيله.

فنقول في تعريف المنطق باعتبار الجهة الأولى أنه يبحث فيه عن أحوال المعلومات التصورية والتصديقية من حيث صحة إيصالها إلى مجهول كذلك.

وباعتبار الجهة الثانية آلة قانونية أو علم بها تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ في الفكر أو ملكة تعصم الذهن إلخ وضمّن في التعريف الأول الموضوع وهو المعلومات التصورية والتصديقية المقيدة بصحة الإيصال وفي الثاني الغاية وهي العصمة عن الخطأ في الفكر ولكونه باحثاً عن أحوال المعلومات التصورية والتصديقية كان له قسمان تصورات وتصديقات


(ولكل)