صفحة:كلنبوي على إيساغوجي.pdf/9

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(٩)

ولكل منهما مبادئ ومقاصد فبادئ التصورات الكليات الخمس ومقاصدها القول الشارح ومبادئ التصديقات القضايا وأحكامها ومقاصدها القياس وله صورة ومادة.

وهو بحسب المادة خمسة أقسام تسمى الصناعات الخمس وهي البرهان والجدل والخطابة والشعر والمغالطة فانحصر أبواب المنطق في تسعة.

ولما كان التصديق متوقفاً على التصور شرطاً أو شطراً قدم مباحث التصورات على التصديقات.

ثم لما كانت المقاصد موقوفة على المبادئ قدم كلاً من المبادئين على مقاصديهما وقد رتب المصنف رحمه الله تعالى الأبواب على وفق ما أشرنا إليه فصدر الرسالة بباب الكليات فقال (إِيسَاغُوجِي) أي الباب الأول في مبادئ التصورات وهي إيساغوجي أي الكليات الخمس وهو لفظ يوناني سميت الكليات الخمس به تسمية لها باسم المشبه به 1 حيث كان في الأصل اسماء لورد له خمس ورقات على ما هو المشهور 2.

اعلم أن نظر المنطقيين إنما يتعلق إلى المعاني قصدا وبالذات وأما إلى الألفاظ فإنما يتعلق بها تبعاً وبالعرض لكن لما جرت العادة إلى توقف إفادة المعاني واستفادتها على الألفاظ بل على دلالتها صدروا كتبهم بحثي الألفاظ والدلالة.

فالمصنف رحمه الله تعالى صدر باب إیساغوجي ببيان أقسام اللفظ مع الدلالة ليكون مقدمة لما هو المقصود وقدم أقسام الدلالة لعدم اعتبار اللفظ بدونها فقال (اللَّفْظْ الدَّالُّ بالوُضِعِ) اللفظ في اللغة الرمي وفي الاصطلاح ما يتلفظ به الإنسان قليلاً كان أو كثيراً مهملا كان أو موضوعاً والدلالة كون الشيء بحيث ينفهم منه شيء آخر والشيء الأول يسمى دالاً والثاني مدلولاً.

والوضع تعيين شيء لشيء بحيث متى أطلق أو أحس الأول فهم منه الثاني.

ثم الدلالة إما لفظية أو غير لفظية والأولى تنقسم إلى عقلية كدلالة اللفظ المسموع


  1. الشبيه نسخه
  2. هذا غلط صريح وبيان واه ناش من عدم الاطلاع وبلغة اليونان فإن لفظ إيساغوجي ليس بمركب بل هو مفرد أصله إيساغوكي فبإدل الكاف بالجيم كما هو قاعدة التعريب وهو بمعني المدخل والمبدأ ضد المقصد فأطلق الحكماء على كل من الكليات الخمس لكونها مبادئ المنطق أو على الكل باعتبار المجموع كما أطلقوا لفظ ار مناس على مبادئ التصديقات واخذ منه فلاسفة الإسلام فادرجوا في كتبهم كلفظ جغرافيا وموسيقى وأسطرلاب وآريثماطيقي كما نقل من إخوان الصفا
    أحمد طاهر
(٢)