صفحة:لماذا تأخر المسلمون.pdf/4

صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.

المسلمون ؟ »، لم يكن ليرد على ذهن أحد من عامة المسلمين؛ قبل منتصف القرن السادس الهجري. لسبب بسيط وهو أن السؤال في تلك الفترة، كان غير ذي موضوع ... إذ لم يكن له أصل في واقع الحياة الإسلامية، فسفينة «الدولة الاسلامية»، تسير رخاء؛ والهبية وافرة، والثروة أوفر، وليس في ميدان الحضارات منافس؛ ولا في ساحة الافكار والآراء ند ولا مقارع.

أما فيما بعد ذلك ، فقد طرأت على « الوجود الاسلامي »، شرقا وغربا تغييرات مهمـة، استوقفت الانظـار واستقطبت الافكار، الأمر الذي تكونت معه عناصر السؤال المرير: لماذا تخلف المسلمون ؟ وهذه التغييرات لا يمكن حصرها وتحديدها في هذه العجـالة، إلا أن أهم هذه التغييرات وأمهاتها هي:

اولاً – بروز الطاقة التخريبية الشرسة، والروح البربرية الطاغية المتمثلة في موجـة التتار الآتية من الشرق؛ والتي اكتسحت امامهـا كل مظاهر الحضـارة، وسحقت كل آثار العمران، في أقصر فترة من الزمن ـ نسبياً ـ وفي حقبة، كانت الأمة الاسلامية فيها نهبا مقسما بين الدويلات، وشيعا متنافرة بين الطوائف والمذاهب.

ثانياً – بروز الطاقة العدوانية التعصبية؛ المتمثلة في الحملات الصليبية الضخمة؛ والتي كانت تتجهز من جهات أوروبا الأربع، لضرب كيان الأمة الاسلامية في صميمها.

ثالثاً – بروز التحرك القومي الحاقد؛ المتمثل في تحالف ممالك « قشتالة » في الاندلس؛ ونجاح هذا التحالف في قيادة « حرب الاسترداد »، المقدسة التي شنها ضد المسلمين.

رابعاً – اكتشاف البارود وتطوير استعمالاته الحربية، وتوظيفه في ضرب