صفحة:مبادئ الهندسة (1854) - رفاعة الطهطاوي.pdf/23

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

وبعد فلما كان وليّ النعم الشاملة * والعواطف الغزيرة الكاملة * صاحب العزمات الصديقية * والآراء العمرية * والمراحم العثمانية والفتكات العلوية * من هو إلى سعة الرحمة يومي * افندينا عباس باشا حلمي * شديد الرغبة في تمدين الإيالة المصرية * حريصاً على أن يكون فيها للمعارف أهلية * مولعاً بما يعود نفعه على الأهالي * بصيراً بما ينفع في الوقت الحالي * لا سميا تعليم العساكر * العائدة منفعته في الغابر * كان كثير الحث على نشر كتب العلوم * بطبع ما فرغ منها وترجمة ماهر بالعربية معدوم

وهذا مختصر كان قد عربه لمدرسة الطوبجية * وغيرها من المدارس العسكرية * من ترجى له شفاعة خير شافع * حضرة رفاعة بيك بدوي رافع * وصار عليه التعليم * وحصل به النفع العميم * ثم طرح في زوايا الإهمال * وضرب عنه صفحاً في هذا المجال * لما ترجم كتاب لوجندر الشهير * والتفت إليه الصغير والكبير * ثم في سنة ثمان وخمسين بعد الألف والمائتين * اقتضى الحال الرغبة فيه * وكثرة راغبيه وطالبيه * على عادة تغير مزاج الزمان وطبعه * فصدر الأمر بنشره وطبعه * ولما كان فيه من الاصطلاحات القديمة ما تمجه الاسماع * ولا يميل إليه سليم الطباع * ومن اللعثمات في الترجمة * ما يوقع في الخبرة من أراد تفهمه * اقتضى الحال في سنة سبعين * بعد الألف والمائتين * أن يطبع بمطبعة مهندسخانة * بعد أن يقابله من خوجاتها أُولو الفطانة * وأن يصلح ما وقع فيه من الغلطات * وأن يغير منه ما لا يليق من الاصطلاحات * فاهتم بذلك ناظر هذه المدرسة * التي هي على المعارف مؤسسة * واحال مقابلته على المتوكل على ربه المعيد المبدئ * احد خوجاتها برعي أفندي * فشمر عن ساعد الجد في مقابلته وتغيير الاصطلاحات * مع مشاركته في بعض الاوقات لبعض الخوجات * وكان المباشر لتصحيح عباراته *