صفحة:مجلة المنار - المجلد 01.djvu/11

تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.
(المنار ١–١)
١١
فاتحة السنة الاولى المنار

ولا أماني أهل الكتاب ) ( من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فطيها وما ربك بظلام للعبيد )

فعليك بالعلم والعمل رض بهما نفسك، ورب عليهما ولدك ، فلقد حل من لساني عقدة الاعتقال والسكوت، وأطاق قلمي من عقال الدعة والسكون استغراق بعض اخوتي واخوتك في النوم ، وغرق بعضهم في بحار الوهم وجهل المريض منهم بدائه، ويأس العالم بمرضه من شفائه ، فأنشأت هذه الجريدة اجابة لرغبة من تنبهت نفوسهم لاصلاح الخال ، ومشايعة للساعين في مداواة الملل ، الذين أرشدتهم التعاليم الدينية ، وهداهم النظر في الآيات الكونية ، إلى أن اليأس من روح الله، والقنوط من رحمته جل علاه ، هو عين الكفر والضلال، وآية الخزي والنكال، فاحبوا أن يعلو الامتهم، ويقوموا بخدمة المتهم ، فالجريدة تكون وصلة بينهم وبين الامة تبعث بإرشادهم روح الهمة في أفرادها ، وتحي ميت الغيرة من نفوس آحادها ، وتجاري الحداة لدى السير في مناهج الترقي ، وتنتصب ( منارا) في أخرات الشبهات ، ومجاهيل المشكلات

وغرضها الاول الحث على تربية البنات والبنين لا الحط في الامراء والسلاطين، والترغيب في تحصيل العلوم والفنون، لا الاعتراض على القضاة والقانون. واصلاح كتب العلم وطريقة التعليم، والتنشيط على مجاراة الامم المتمدنة في الاعمال النافعة، وطروق أبواب الكسب والاقتصاد ، وشرح الدخائل التي مازجت عقائد الامة ، والاخلاق الرديئة التي أفسدت الكثير من عوائدها ، والتعاليم الخادعة التي لبست التي بالرشاد، والتأويلات الباطلة التي شبهت الحق بالباطل ، حتى صار الجير توحيدا، وانكار الاسباب