وستراه كثيراً في هذه الجريدة وقد نعتاض عنه احيانا بقولنا سنة الكون والسنن الالهية وسنة الله في خلقه
وأما القوي الطبيعية فهي عبارة عما تسند اليه الآثار الطارئة على الاجسام من حركة أو سكون ومنها ما هو حقيقي كالقوة البخارية والكهربائية وما هو فرضي كالجاذبية فان تعليل سقوط نحو الحجر من الهواء على الارض بانه سقط بقوة الجاذبية التي في مركز الارض يوهم ان هناك شيئاً موجوداً له هذا الفعل وأنهم اطلعوا عليه وسموه بهذا الاسم وليس كذلك بل ان هذه القوة مفروضة والتسمية اصطلاحية ولما كان الفعل الذي نسب اليها يصدر عنها باطراد صح اطلاق لفظ الناموس عليها فقالوا ناموس جاذبية الثقل ومثل هذا كثير وقد اطلنا في البيان حتى كدنا نخرج عن المقصود
وأما لفظ الكفر فيطلق في عرف الكتاب اليوم على الملاحدة كما المعنا اليه في عرض كلامنا آنفا فهما اطلقنا لقب الكافر أو اسم الكفر في كلامنا فنريد به ما ذكرنا ولا نطلقه على المخالفين لنا في الدين من أصحاب الملل الأخرى لأنهم ليسوا كفاراً بهذا المعنى بل نقول بعدم جواز اطلاقه عليهم شرعاً لانه صار في هذه الايام من اقبح الشتائم واجرح سهام الامتهان وذلك مما تحظره علينا الشريعة باتفاق علماء الاسلام ولا يصدنك عن قبول هذا القول اطلاق ما ذكر في العصر الاول للملة على كل مخالف فانه لم يكن في زمن التشريع يرمى به لهذا الغرض بل كان من الطف الا نفاظ التي تدل على المخالف من غير ملاحظة غميزة ولا ازراء فضلا عن ارادة الشتم والايذاء المخالفة المقاصد الدين وآدابه