محمد بن إبراهيم بن إسماعيل المعروف بابن طباطبا بالكوفة، مركز العلويين ودعوا للرضا من آل محمد، والعمل بالكتاب والسنّة.
وربما كانت الظروف التي قامت أثناءها دعوة ابن طباطبا تدعو إلـى التفكير في موقف قواد المأمون مثل طاهر وهرثمة، وهل كان لهذا الموقـف تأثير غير مباشر على الأقل على سير الحوادث في ذلك الاتجاه. فتنحية طاهر عما كان إليه من الأعمال التي افتتحها والعهد بها إلى الحسن بن سهل أخي وزير المأمون القوي الذي أصبح يدعى ذا الرئاستين، كان من شأنه أن دارت الشائعات بأن الوزير غلب على المأمون، وكان من الطبيعي أن يثير ذلك بني هاشم ووجوه الناس وأن يهيج الفتن. وهذا عن طاهر، أما فيمـا يتعلق بهرثمة فإن الرجل الذي قام بأمر حرب العلوي أي بقيادة جيوشـه أبو السرايا الذي كان مخاطر أشبه ما يكون بزعماء العصابات والـذي كان يعمل تحت قيادة هرثمة أثناء الصراع بين الأمين والمأمون. فلما استتب الأمن عاد الرجل الى سيرته الأولى. هنا يمكن التساؤل عما إذا كانت علاقة هرثمة قد انقطعت نهائياً بهذا المغامر؟ وهل لم يكن من مال هرثمة أن تقوم أمام منافسة طاهر بعض المصاعب؟ من الصعب أن نجد أجوبة لهذه الأسئلة.
على كل حال التقى أبو السرايا بابن طباطبا وأصبح قائده، وعندما وجه الحسن بن سهل إليهما جيشاً تمكنا من هزيمة هذا الجيش في آخر جمادى الثاني. ولكن في الشهر التالي يموت ابن طباطبا، والظاهر أن أبا السرايا الذي كان يريد أن يكون صاحب الأمر الفعلي تخلص منه فسمه، وأقام مكانه غلاماً علوياً (محمد بن محمد بن زيد) فتحقق له ما كان يبغي. وعندما أرسل الحسن بن سهل جيشاً ثانياً تمكن أبو السرايا من القضاء عليه قضاءً تاماً.
وعندئذ أحس الطالبيون بقوتهم فانتشروا في البلاد يبشرون بدولتهم، ودعوا نصر بن شبث بالشام إلى بيعتهم فرفض، وقال: "إنما حاربتهم محاماة عن العرب لأنهم يقدمون عليهم العجم". وضرب أبو السرايا الدراهم بالكوفة،