بدخول بغداد.
عودة المأمون إلى بغداد:
دخل المأمون بغداد في صفر سنة ٢٠٤هـ / أغسطس ٨١٩م وبصحبتـه طاهر بن الحسين الذي كان المأمون قد استدعاه من الرقة (للقدوم عليـه بالنهروان). وكان المأمون يتخذ لون العلويين الأخضر شعاراً له، ولكنه لن يلبث أن يغيره بلون العباسيين الأسود (حسب نصيحة طاهر الذي أصبح رئيس شرطة بغداد، وعامل خراج السواد). وعمل المأمون على تهدئة العراقيين بأن خفف الأعباء المالية عن أهل السواد بعض الشيء (وهي نفس السياسة المالية التي اتخذها عندما اعتصم بخراسان أول أمره، فقد أمر بمقاسمة أهل السواد على الخمسين وكانوا يقاسمون على النصف ).
طاهر يلي خراسان:
وفي السنة التالية سنة ٢٠٥ هـ سار طاهر إلى خراسان بأمر الخليفة الذي ولاه على المشرق من مدينة السلام إلى أقصى عمل المشرق، إذ كانـت الأحوال تنذر بالاضطراب والفتنة هناك وبعد قليل من الوقت أصبح السيد الذي لا ينازع للولاية جميعاً. وتمت ولاية طاهر لخراسان بفضل تدبيره هو نفسه، وذلك أن صديقه أحمد بن أبي خالد (الوزير) أثار شكوك المأمون حول مقدرة والي خراسان غسان بن عباد (ابن عم الحسن بن سهل منافس طاهـر)، فقال: "أخاف أن تخرج عليه خارجة من الترك فتهلكه". وربما كان أحمد ابن أبي خالد مغرضاً، فعندما توجه إلى خراسان في أيام طلحة بن طاهر ليقوم بأمره وهب له طلحة ٣ آلاف درهم وعروضاً بألفي ألف درهم لإبراهيم بن العباس كاتب أحمد ٥٠٠ ألف درهم وبعد مسير طاهر إلــى المشرق حل ابنه عبد الله بن طاهر الذي خلفه في قتال نصر بن شبث بالرقة محله ببغداد كصاحب الشرطة، كما ولاه المأمون من الرقة إلى مصر وكذلــــك الجزيرة.