مروان بن محمد آخر خلفاء الأمويين:
وهكذا تمكن مروان بن محمد بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أميــــــــــة القرشي الأموي من انتزاع الخلافة من أبناء عمومته. وكان يلقب بالحمار لصبره في الحروب.
والظاهر أن مروان كان يحن إلى العراق وعلى ذلك فهو ينقل مقر الحكم إلى حران1 في أرض الجزيرة. وكان هذا يعني الانفصال النهائي بين الأمويين وبين أهل الشام.
ونشبت الثورات في كل مكان واضطر مروان أن يهدم تحصينات بعض المدن الكبرى في بلاد الشام وذلك لكي يخضعها، وسرت الثورات ليس في الشام فقط بــل في العراق والحجاز أيضا.
واستطاع مروان أن يقضي على الثورة التي قام بها سليمان بن هشام بن عبـد الملك الذي فر إلى حمص ثم الى الكوفة، واضطر مروان الى هدم أسوار حمص2 وأتبع ذلك بالقضاء على تحصينات دمشق وبيت المقدس وغيرها من مدن الشام.
وكان على مروان بعد ذلك أن يقضي على القلاقل والاضطرابات التي أثارهــا الخوارج في العراق وفي بلاد العرب. إذ يفهم من الروايات أن الضحاك ابن قيـــس الشيباني الخارجي اغتنم فرصة انقسام الأمويين بعد مقتل الوليد بن يزيد، ثم بعد أن عزل مروان عبد الله بن عمر بن عبد العزيز عامل العراق وولى مكانه النضر بن سعيـد الحرشي، فلم يسلم ابن عمر اليه العمل واعتصم بالحيرة، عندئذ انتهز الضحاك ذلك وأقبل الى الكوفة في سنة ١٢٧هـ/٧٤٥م. وزادت جموعه وألحقوا الهزيمة بالأمويين ثم تقدم الضحاك بعد ذلك إلى الموصل واستولى عليها وكورها ومنها اتجه إلـى