يتبعونهم. وبحلول فصل الشتاء واشتداد البرد توقفت العمليات العسكرية ووزع الجند في المشاتي انتظارا لحلول الربيع.
وفي سنة ٢٢٢هـ أرسل المعتصم الإمدادات والأموال، عندما تحسنت الأحوال الجوية، الى أفشين، وعادت المناوشات التي اشترك فيها بخاری – خداة الى جانب جيش الخليفة، ولكنها انتهت نهاية حاسمة، إذ سقطت قلعـة بابك، ودخلها المسلمون بعدما هرب بابك الذي أسر بعد قليل.
ويتلخص موقف كل من الطرفين المتحاربين وتكتيك المعركة فيما يلي: في أول الأمر كانت دوريات الأفشين تواصل العمل (نوائب) على ظهور الخيل نهارا وليلا، حسب أوامر المعتصم، حتى في الجند وطلبوا وضع حد للمأساة الدامية والقيام بعمل حاسم وخلال رنين السلاح وصهيل الخيل لم تك العلاقات منقطعة تماما بين بابك والأفشين، إذ تبودلت المراسلات بينهما. إذ تقول النصوص أن بابك أرسل قثاء وبطيخ للأفشين، وأن الأفشين أطلع رسـول بابك على تحصينات جيش الخلافة، وذلك بغرض استمالة الواحد منهما الـى رأي الآخر. وخلال هذه المحادثات قام الأفشين باتخاذ بعض المواقع فـي الجبال وحصنها وبدأ ينفذ خطته للهجوم، وذلك بتقدم طلائعه نحو مراكز الخرمية لمعرفة مواضع الضعف فيها، واتخاذ الاحتياطات المناسبة لتلافي هجوم خلفي قد يقصد منه قطع اتصالهم ببقية الجيش فكانت حراسة خط رجوع الجيش (عن طريق المفازة، على رأس العقبة) موكولة الى بخاری - خداة.
أما عن بابك فإنه كان لا يحارب حرب جيوش مكشوفة بل لجأ الى حرب العصابات الكبيرة، فكان يوزع أصحابه على شكل كمناء يعتمدون بشكل خاص على عنصري الاختفاء (التمويه) والمفاجأة في المواقع الاستراتيجية الحساسة. وظهرت جدوى جماعات الكمناء هذه عندما هاجم أحد جناحي جيوش الخليفة قلعة الخرمية فجأة، وكان هدفهم احتلال موضع العقبة حيث يقف بخاری - خداة في المؤخرة.
وفي النهاية وجه الأفشين الهجوم الحاسم ضد قلعة بابك، بعد أن حمّس