الجند وفرق فيهم الأموال. ورد البابكية على هجوم المتطوعة بأن فتحوا بـاب القلعة وتمكنوا من رد المتطوعة وأبعدوهم عن السور، وبذلك تحطم الهجــوم واضطر الأفشين الى تغيير خطته واستعمال الدهاء والخديعة، فالى جانب تعبئته السابقة جهز جماعة من رجاله وأمرهم باحتلال مركز استراتيجي فـوق قمة الجبل الذي يتحصن فيه الخرمية، وأن ينتظروا تحرك الجيش ضد مراكـز بابك من أسفل هذا الجبل فينزلون على العدو بالنشاب والصخر، وبذلك يؤخذ من الجهتين.
وتم تنفيذ الخطة بعد أسبوعين، إذ أرسل بعض الفرق من التـــــــرك (الفراغنة) الى أسفل الجبل الذي كان يتحصن فيه القائد الخرمي أذين. وعندئذ وثب بهم كمين بابك فانحدرت الجماعة التي كانت في أعلى الجبل، وحدثت لهؤلاء الآخرين مفاجأة لم يكونوا يتوقعونها، إذ انهار عليهم سيل من الصخر كان قد أعده أذين قائد بابك فوق عجلة بقمة الجبل، إلا أنهم تفادوهــا واضطر الخرمية الى النزول الى السهل حيث هاجمهم الجيش الخلافي فـي الوادي. وتمكن الجيش بعد مصاعب جمة، مثل الآبار التي كانت تقع فيهـا الخيل والتي حفرها البابكية، وكان الفعلة يقومون بردمها، من دخول القلعـة وإحراق قصورها وتخريبها لتفادي الكمناء فيها. وأخذ الأفشين أولاد بابــــك وعيالاته، وفك من أسرى المسلمين ٦٠٠ رجل وامرأة و٧ آلاف مابين امرأة وطفل.
نهايـة بابـك:
وفيما يختص ببابك نفسه الذي أراد أن يكتسب بعض الوقت عندما طلب امهاله قليلا حتى يستسلم فإنه هرب في أحد أودية أذربيجان التي تتصل بأرض أرمينية ووصل كتاب المعتصم بالأمان لبابك ولكن هذا رفض الإذعان وفر وحده الى جبال أرمينية حيث أخذ بالحيلة وأرسل الى الأفشين. وفي أوائل سنة ٢٢٣هـ استقبلت العاصمة الجديدة سامرا الأفشين باحتفال فخم، إذ شهّر بالثائـر المهزوم فأركب أحد الفيلة واستقبله الواثق بن المعتصم ثم قصد به الأفشيـن الى قصره.