قصره ونهب أمواله.
وفي سامرا شهر بالثائر الطبرستاني الذي أدخل العاصمة على بغل بعد أن امتنع عن ركوب الفيل - مثل بابك - وأمام المعتصم ضرب بالسياط حتى مات (٤٥٠ سوطاً) ثم صلب إلى جانب شبيهه الثائر الأذربيجاني (بابك).
أما عن منطقة الموصل، الممعنة في الثورة دائماً، فإن الأكراد أثاروا الفتنة فيها وتمكن قائدهم "جعفر بن فهرجس" من هزيمة والي المعتصـم الأزدي، فأرسل الخليفة قائده التركي إيتاخ الذي تمكن من قتل الثائر فـي معاقله بالجبل (جبل داسن) ونكل بالأكراد واستباح أموالهم ونساءهم ونقـل كثيراً منهم إلى منطقة تكريت (بين بغداد والموصل على دجلة).
ولم تسلم بلاد الشام من القلاقل والفتن في أواخر أيام المعتصم. ففي سنة ٢٢٦هـ قتل صاحب الخراج التركي بدمشق. وفي السنة التالية ٢٢٧هـ ظهرت أماني البلاد من جديد متبلورة في فكرة السفياني المنتظر، وذلـك عندما خرج بالرملة من نواحي فلسطين رجل من اليمن أطلق عليه اسم "المبرقع اليماني" نظراً لأنه كان يظهر متبرقعاً.
ثار هذا الرجل عندما انتهك الجند حرمة بيته (ضرب أحدهم زوجته عندما منعته من النزول في الدار أثناء غياب زوجها). وبدأ ثورته بالدعــوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم ادعى أنه أموي فتبعه بعض فلاحي الناحية، كما استجاب جماعة من رؤساء اليمانية، منهم رجل يقال له ابـن بيهس. وأرسل المعتصم وهو في فراش المرض أحد قواده لحرب الثائر، ولكن القائد وجد أن أتباع المبرقع كثيرين فانتظر أوان الزراعة حتى ينصرف المبرقـع إلى فلاحة الأرض. ولكن لن يشهد المعتصم القضاء على هذه الثورة إذ سيتم ذلك على عهد الواثق خليفته.