صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/139

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
- ١٣٨ -

منهم، فإلى جانب الطاهريين في خراسان سيظهر الصفاريون، وفي ما وراء النهر سيقوم السامانيون، ثم يأتي الغزنويون ويتبعهم الغوريون. وبطبيعة الحال كان المشرق مسرحاً لحوادث دامية عند اضمحلال كل أسرة منها وقيام أسرة جديدة ولم تكن القوة المنتصرة ترث أملاك سابقتها في المشرق فقط، بل كانت ترث أيضاً نفوذها وسلطانها في بغداد. أما عن الخلافة فتكون قد انتهت فعلاً بعزل المقتدر على يدي أمير الأمراء ثم بتغلب البويهيين الشيعة وفرض وصايتهم على الخليفة مما سيمهد لمجيء السلاجقة.

وبذلك بدأ عهد جديد بالنسبة للخلافة العباسية، هو الذي عرف بالعصر العباسي الثاني، وكان أهم سماته ظهور الدول المستقلة، ودول المتغلبين على الخلافة في المشرق.1


  1. انظر، أ.د سعد زغلول عبد الحميد، التاريخ العباسي والأندلسـي، ص ١٥٦.