نصيبين وكان معه "ما يزيد على مائة ألف" وهزم جيشاً أموياً بقيادة عبد الله بن مروان بن محمد، ثم إن مروان سار إليه وتمكن من إلحاق الهزيمة به والقضاء عليه عند ماردين وذلك في سنة ١٢٨هـ1.
وقام أبو حمزة الخارجي (المختار بن عوف الأزدي السلمي البصري) في جزيرة العرب. وكان كما تقول الرواية من الخوارج الإباضية، وكان يفد في كل سنة إلى مكة يدعو الناس إلى خلاف مروان بن محمد، ثم تحالف مع عبد الله بن يحيى المعـروف بطالب الحق في أواخر سنة ١٢٨هـ/٧٤٠م وخرج معه الى حضرموت حيث بايعـه على الخلافة. وفي السنة التالية (١٢٩هـ/٧٤٦م) خرج أبو حمزة الى مكة والمدينة وتمكن من إلحاق الهزيمة بالحامية الأموية، ودخل المدينة وأقام بها ثلاثة أشهر ثم سار نحو الشام. ولكن مروان انتخب من عسكره جماعة جدوا المسير إليه وتمكنوا مـــن إلحاق المزيمة به والقضاء عليه في وادي القرى. ثم سار عبد الملك بن محمد بن عطيـة السعدي، قائد مروان، إلى المدينة ومنها إلى اليمن حيث قاتل عبد الله بن يحيى طالب الحق وقتله وحمل رأسه الى مروان بالشام2.
وقبل هذا الوقت ثار الشيعة في الكوفة (في سنة ١٢٧هـ) وأقاموا عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر إماماً لهم. ولكن والي العراق الأموي عبد الله بن عمـر بن عبد العزيز تمكن من عزيمتهم. وسار المطالب بالخلاف الى فارس وتغلب عليها في سنة ١٢٩هـ/ ٧٤٦م، وكثرت جموعه، وأقام بأصفهان ثم اصطخر، ومد نفوذه علـى ولايات خوزستان وفارس وكرمان، وهاجم والي العراق عبد الله بن معاوية لإيوائــه الخوارج الذين هزمهم مما اضطر ابن معاوية إلى الهرب إلى خراسان حيث قتلـه أبـي مسلم لأنه كان يشكل خطراً عليه3.
وهكذا ظهر مروان بن محمد بمظهر الرجل النشيط الكفوء الجديد القادر علـى تقويم الموقف وإقرار الأمور وتهدئتها في الدولة. ولكن الخطر على الدولة كان يكمـن
في الشرق في بلاد خراسان.