صفحة:محاضرات في تاريخ الدولة العباسية.pdf/141

تم التّحقّق من هذه الصفحة.
١٤٠
الفصـل الأول

۱- الدولة الصفاريـة

(٢٥٤ - ٢٩٠هـ / ٨٦٨ – ٩۰۳م)

یعقوب بن الليث الصفار:


تأسست الدولة الصفارية على يد يعقوب بن الليث الصفار (٢٥٤ - ٢٦٥هـ) الذي أغار على بلاد الدولة الطاهرية في خراسان، التي أسسها طاهر بن الحسين في عهد الخليفة المأمون (٢٠٥هـ ).

وقد استقل بنو طاهر بحكم هذه البلاد، ولكنهم كانوا في الوقت نفســه يعترفون بسلطان الخليفة العباسي، وامتد نفوذهم إلى حدود بلاد الهند، ونقلـوا قاعدتهم إلى نيسابور حيث بقوا فيها حتى سنة ٢٥٩هـ.

كان يعقوب وأخوه عمرو يشتغلان بعمل الصفر ويتظاهران بالزهد. وكان يعقوب أحد زعماء المطوعة، واشتهر أمره منذ سنة ٢٣٧هـ، كما كان أحد قواد صالح ابن النضر الكناني الذي استولى على سجستان. ولكن طاهر بن عبد الله بن طاهر ابن الحسن أمیر خراسان إذ ذاك استردها من هولاء المطوعة.

وسرعان ما تغلب على هذه المدينة درهم بن الحسين زعيم المطوعة الـذي ظهر عجزه، فولی جنده قائده يعقوب بن الليث الذي تولى أمر المطوعة وحـارب الخوارج والشراة وهزمهم هزيمة منكرة، ولم يلبث أن اشتدت شوكته فغلب على سجستان وهراة وبوشنج وما والاها.

ثم احتلت جيوشه نیسابور (سنة ٢٥٩هـ) قاعدة الدولة الطاهرية، مخالفـا أوامر الخليفة ومدعيا أن أهل خراسان قد بعثوا اليه لاستخلاصها من آل طاهر.

ولم يكن يعقوب بن الليث يرمي إلى القضاء على الدولة الطاهرية، بل عمـل على أن يمد نفوذه على بلاد فارس وخراسان، لذلك نراه يحارب الترك على تخوم سجستان فرهنته الملوك وأذعن له ملك المولتان، وملك الرخج، وملك الطبسين،